مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب: إذا استأذن الرجل نساءه في أن يمرض في بيت بعضهن فأذن له

          ░104▒ باب إذا استأذن الرجل نساءه في أن يمرض في بيت بعضهن
          فيه حديث عائشة أنه ◙ كان يسأل في مرضه الذي مات فيه: ((أين أنا غداً؟ أين أنا غداً؟)) يريد يوم عائشة، فأذن له أزواجه يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها(1). قالت عائشة: فمات في اليوم الذي كان يدور علي فيه الحديث وتقدم في باب مرضه عليه [السلام]، مطولاً.
          وفيه فوائد:
          1- حب الرجل لبعض أزواجه أكثر من بعض.
          2- أن القسم حق الزوجة؛ ولذلك استأذنهن أن يمرض في بيتها / وإنما فعل ذلك؛ لأنها كانت توافقه، وكانت أرفق به وألطف بتمريضه، مع أن المرض إذا كان ثقيلاً لا يقدر فيه على الانتقال والحركة سقطت القسمة.
          وفيه: العدل بين النساء في مرض الموت.
          والنحر معروف وهو الصدر، والسحر: الرئة وما معها. وقيل: ما بين الثديين، وانفرد الفراء فحكى الضم في السحر.
          قولها: (وخالط ريقه ريقي) تريد: أنها لينت له بفيها سواكاً، فاستاك به فكان آخر شيء دخل جوفه ريقها.
          وقولها: (فمات..) إلى آخره، هو غاية الكرامة لها.


[1] في هامش المخطوط: ((أقول: فإن قلت: قوله: أين أنا غداً مشكل لأن صاحب النوبة وهو الرجل هو الذي يجب عليه القسم ويتعين عليه أن يعرف أين غداً يومه من منهن؟ قلت: ربما إنه اشتغل بمرضه فذهل عن ذلك فسأل عنه)).