مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب: لا يطرق أهله ليلًا إذا أطال الغيبة مخافة أن يخونهم

          ░120▒ باب لا يطرق أهله ليلاً إذا أطال الغيبة مخافة أن يخونهم
          فيه حديث جابر قال: كان النبي صلعم يكره أن يأتي الرجل أهله طروقاً.. الحديث.
          (الطروق) بضم الطاء: إتيان المنزل ليلاً، وهو مصدر في موضع الحال، يقال: أتانا طروقاً: إذا جاء ليلاً.
          قوله: (إذا أطال) إلى آخره. ادعى ابن التين / أنه ليس في أكثر الروايات.
          قوله: (ليلا) تأكيد؛ لأن الطرق: إتيان أهله ليلاً، وذكر ابن فارس أن بعضهم حكى عنه أن الطروق قد يقال في النهار فعلى هذا يكون ((ليلاً)) على الثاني.
          قوله: (مخافة أن يخونهم) أخرجه ابن أبي شيبة، عن وكيع، عن سفيان، عن محارب بن دثار، عن جابر قال: نهى النبي صلعم أن يطرق الرجل أهله ليلاً يتخونهم أو يطلب عثراتهم. فبين الشارع بهذا اللفظ المعنى الذي من أجله نهى أن يطرق أهله ليلاً. ومعنى كون طرق الليل سبباً لتخوينهم أنه وقت خلوة وانقطاع مراقبة الناس بعضهم لبعض، فكان ذلك سبباً لسوء ظن أهله به، وكأنه إنما قصدهم ليلاً؛ ليجدهم على زينة حين توخى وقت غرتهم وغفلتهم.
          ومعنى الحديث: النهي عن التجسس على أهله، ولا تحمله غيرته على تهمتها، إذا لم يأنس منها إلا الخير.