مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب خروج النساء لحوائجهن

          ░115▒ باب خروج النساء لحوائجهن
          فيه حديث عائشة، خرجت سودة بنت زمعة ليلاً... الحديث.
          وسلف في سورة الأحزاب، وأخرجه (م) أيضاً، وأسلفنا عن القاضي أن الحجاب فرض على أمهات المؤمنين من غير اختلاف في الوجه والكفين فلا يجوز لهن كشف ذلك لشهادة ولا لغيرها، ولا يجوز لهن إظهار شخوصهن وإن كن مستترات، إلا ما دعت إليه الضرورة.
          وأصل (تخفين) بفتح الفاء وسكون الياء: تخفيين على وزن تعلمين، فاستثقلت الكسرة تحت الياء، فحذفت، فاجتمع ساكنان وهما الياءان، فحذفت الأولى؛ لأن الثانية ضمير المخاطب، فبقي تخفين بسكون الياء وفتح الفاء.
          قولها: (وإن في يده لعرقا) قال ابن فارس: العرق: العظم أخذت لحمه.
          قال الداودي: حوائج: جمع حاجة، وجمع حاجة: حاجات. وجمع الجمع: حاج، ولا يقال: حوائج. واعترضه ابن التين فقال: الذي ذكره أهل اللغة مثل ما في جمع أن جمع حاجة: حوائج، ودعوى الداودي أن حاج جمع الجمع ليس بصحيح، بل هو جمع حاجة، مثل: تمرة وتمر، فحذفت الهاء منه علامة للجمع وكذلك حاجات: جمع حاجة، مثل: آية وآيات، وقاعة وقاعات، وتمرة وتمرات، قال الهروي: هو جمع على غير قياس الحاجة، قال: وقد قيل: الأصل فيه: حائجة يريد مثل جائحة وجوائح، وفاعلة وفواعل، وكنى بالحاجة هنا عن البول والغائط.
          قال صاحب ((المنتهى)): الحاجة فيها لغات: حاجة وحوجاً وحائجة، فجمع السلامة، حاجات.
          وجمع التكسير: حاج، مثل: راحة وراح.
          وجمع حوجاً: حواج، مثل: صخراً وصخار، وتجمع على حوج أيضاً نحو: عوجاء وعوج.
          وفيه دلالة على خروج النساء لكل ما أبيح لهن الخروج فيه، من زيارة الآباء والأمهات والمحارم وغير ذلك مما تمس الحاجة إليه، وذلك في حكم خروجهن إلى المساجد.
          وفيه: منقبة عظيمة لعمر.
          وفيه: تنبيه أهل الفضل على مصالحهم ونصحهم / ، وجواز خروج المرأة بغير إذن زوجها إلى المكان المعتاد؛ للإذن العام فيه.