مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب [النساء غالبًا ما يفعلن المنهيات المذكورة فيستوجبن النار]

          ░87▒ باب
          فيه حديث أسامة عن النبي صلعم قال: ((قمت على باب الجنة)) الحديث.
          أخرجه (خ) من حديث إسماعيل هو ابن علية وأخرجه (م) في الدعوات، ولم يترجم عليه (خ) ترجمة، والذي يظهر أنه ساقه في التحذير من مخالفة الزوج فيما هو حق له، وقد أخبر أن عامة من يدخل النار النساء.
          (والجد) بفتح الجيم: الحظ والغنى. وكذا أبو الأب، وكذا العظمة، ومنه {جَدُّ رَبِّنَا} [الجن:3]، وكذا الجد: القطع. وبالكسر: الاجتهاد.
          قوله: (محبوسون) كذا هو في الأصول بالحاء المهملة من الحبس، وكذا هو عند أبي ذر، وهو ظاهر، وقال ابن التين: كذا هو عند الشيخ أبي الحسن، ولعله بفتح التاء والراء، اسم مفعول من احترس، قال أهل اللغة: يقال: احترس بالمكان إذا أقام به حرسا فهم موثوقون لا يستطيعون الفرار.
          قال الداودي: أرجو أن يكون المحبوسون أهل التفاخر؛ لأن أفاضل هذه الأمة كان لهم أموال، ووصفهم الله بأنهم سابقون. ثم نقل عن نسخة أبي ذر ما قدمناه، وهو بين.
          ولما نقل ابن بطال عن المهلب أن في الحديث أن أقرب ما يدخل به الجنة التواضع لله، وأن أبعد الأشياء من الجنة التكبر بالمال وغيره، وقال: إنما صار أهل الجد محبوسون؛ لمنعهم حقوق الله الواجبة للفقراء في أموالهم، فحبسوا للحساب عما منعوه، فأما من أدى حقوق الله في ماله فإنه لا يحبس عن الجنة، إلا أنهم قليل، إذا كثر شأن المال تضييع حقوق الله فيه؛ لأنه محنة وفتنة ألا ترى قوله: ((فكان عامة من دخلها المساكين)) وهذا يدل أن الذين يؤدون حقوق الله في المال ويسلمون من فتنته هم الأقلون، وقد احتج بهذا الحديث من فضل الفقر على الغنى، وستعرف ما فيه في الزهد إن شاء الله تعالى.