-
المقدمة
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
باب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
→كتاب مواقيت الصلاة←
-
→كتاب الأذان←
-
حديث: ذكروا النار والناقوس فذكروا اليهود والنصارى
-
حديث: كانَ المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون
-
باب الأذان مثنى مثنى
-
باب الإقامة واحدة إلا قوله: قد قامت الصلاة
-
باب فضل التأذين
-
باب رفع الصوت بالنداء
-
باب ما يحقن بالأذان من الدماء
-
باب ما يقول إذا سمع المنادي
-
باب الدعاء عند النداء
-
باب الاستهام في الأذان
-
باب الكلام في الأذان
-
باب أذان الأعمى إذا كانَ له من يخبره
-
باب الأذان بعد الفجر
-
باب الأذان قبل الفجر
-
باب كم بين الأذان والإقامة ومن ينتظر الإقامة
-
باب من انتظر الإقامة
-
باب بين كل أذانين صلاة لمن شاء
-
باب من قال: ليؤذن في السفر مؤذن واحد
-
باب الأذان للمسافر إذا كانَوا جماعة والإقامة
-
باب هل يتتبع المؤذن فاه هاهنا وهاهنا؟وهل يلتفت في الأذان؟
-
باب قول الرجل فاتتنا الصلاة
-
باب: ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا
-
باب متى يقوم الناس إذا رأوا الإمام عند الإقامة
-
باب: هل يخرج من المسجد لعلة؟
-
باب: إذا قال الإمام: مكانَكم حتى إذا رجع انتظروه
-
باب قول الرجل: ما صلينا
-
باب الإمام تعرض له الحاجة بعد الإقامة
-
باب الكلام إذا أقيمت الصلاة
-
باب وجوب صلاة الجماعة
-
باب فضل صلاة الجماعة
-
باب فضل صلاة الفجر في جماعة
-
باب فضل التهجير إلى الظهر
-
باب احتساب الآثار
-
باب فضل صلاة العشاء في الجماعة
-
باب اثنان فما فوقهما جماعة
-
باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد
-
باب فضل من غدا إلى المسجد ومن راح
-
باب: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة
-
باب حد المريض أن يشهد الجماعة
-
باب الرخصة في المطر والعلة أن يصلى في رحله
-
بابٌ: هل يصلي الإمام بمن حضر؟
-
باب إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة
-
باب إذا دعي الإمام إلى الصلاة وبيده ما يأكل
-
باب من كانَ في حاجة أهله فأقيمت الصلاة فخرج
-
باب من صلى بالناس وهو لا يريد إلا أن يعلمهم صلاة النبي
-
باب: أهل العلم والفضل أحق بالإمامة
-
باب من قام إلى جنب الإمام لعلة
-
باب من دخل ليؤم الناس فجاء الإمام الأول فتأخر الأول
-
باب إذا استووا في القراءة فليؤمهم أكبرهم
-
باب إذا زار الإمام قومًا فأمهم
-
باب إنما جعل الإمام ليؤتم به
-
باب متى يسجد من خلف الإمام
-
باب إثم من رفع رأسه قبل الإمام
-
باب إمامة العبد والمولى
-
باب إذا لم يتم الإمام وأتم من خلفه
-
باب إمامة المفتون والمبتدع
-
باب: يقوم عن يمين الإمام بحذائه سواءً إذا كانَا اثنين
-
باب: إذا طول الإمام وكانَ للرجل حاجة فخرج فصلى
-
باب تخفيف الإمام في القيام وإتمام الركوع والسجود
-
باب إذا صلى لنفسه فليطول ما شاء
-
باب من شكا إمامه إذا طول
-
باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي
-
باب: إذا صلى ثم أم قومًا
-
باب من أسمع الناس تكبير الإمام
-
باب: هل يأخذ الإمام إذا شك بقول الناس؟
-
باب: إذا بكى الإمام في الصلاة
-
باب تسوية الصفوف عند الإقامة وبعدها
-
باب إقبال الإمام على الناس عند تسوية الصفوف
-
باب الصف الأول
-
باب إقامة الصف من تمام الصلاة
-
باب إثم من لم يتم الصفوف
-
باب إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم في الصف
-
باب: إذا قام الرجل عن يسار الإمام وحوله الإمام خلفه إلى يمينه
-
باب المرأة وحدها تكون صفًا
-
باب ميمنة المسجد والإمام
-
باب إذا كانَ بين الإمام وبين القوم حائط أو سترة
-
باب صلاة الليل
-
باب إيجاب التكبير وافتتاح الصلاة
-
باب رفع اليدين في التكبيرة الأولى مع الافتتاح سواء
-
باب رفع اليدين إذا كبر وإذا ركع وإذا رفع
-
باب: إلى أين يرفع يديه؟
-
باب رفع اليدين إذا قام من الركعتين
-
باب وضع اليمنى على اليسرى
-
باب الخشوع في الصلاة
-
باب ما يقول بعد التكبير
-
باب
-
باب رفع البصر إلى الإمام في الصلاة
-
باب رفع البصر إلى السماء في الصلاة
-
باب الالتفات في الصلاة
-
باب: هل يلتفت لأمر ينزل به أو يرى شيئًا أو بصاقًا في القبلة
-
باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها
-
باب القراءة في الظهر
-
باب القراءة في العصر
-
باب القراءة في المغرب
-
باب الجهر في المغرب
-
باب الجهر في العشاء
-
باب القراءة في العشاء بالسجدة
-
باب القراءة في العشاء
-
باب يطول في الأوليين ويحذف في الأخريين
-
باب القراءة في الفجر
-
باب الجهر بقراءة صلاة الفجر
-
باب الجمع بين السورتين في الركعة
-
باب: يقرأ في الأخريين بفاتحة الكتاب
-
باب فضل التأمين
-
باب جهر المأموم بالتأمين
-
باب: إذا ركع دون الصف
-
باب إتمام التكبير في الركوع
-
باب إتمام التكبير في السجود
-
باب إذا لم يتم الركوع
-
باب استواء الظهر في الركوع
-
باب حد إتمام الركوع والاعتدال فيه والاطمأنينة
-
باب أمر النبي الذي لا يتم ركوعه بالإعادة
-
باب الدعاء في الركوع
-
باب: القراءة فِي الركوع والسجود
-
باب ما يقول الإمام ومن خلفه إذا رفع رأسه من الركوع
-
باب فضل اللهم ربنا لك الحمد
-
باب
-
باب الاطمأنينة حين يرفع رأسه من الركوع
-
باب: يهوي بالتكبير حين يسجد
-
باب فضل السجود
-
باب: يبدى ضبعيه ويجافى في السجود
-
باب يستقبل بأطراف رجليه القبلة
-
باب إذا لم يتم السجود.
-
باب السجود على سبعة أعظم
-
باب السجود على الأنف والسجود على الطين
-
باب عقد الثياب وشدها
-
باب التسبيح والدعاء في السجود
-
باب المكث بين السجدتين
-
باب: لا يفترش ذراعيه في السجود
-
باب: من استوى قاعدًا في وتر من صلاته ثم نهض
-
باب: كيف يعتمد على الأرض إذا قام من الركعة
-
باب: يكبر وهو ينهض من السجدتين
-
باب سنة الجلوس في التشهد
-
باب من لم ير التشهد الأول واجبًا لأن النبي قام من الركعتين
-
باب التشهد في الأولى
-
باب الدعاء قبل السلام
-
باب من لم يمسح جبهته وأنفه حتى صلى
-
باب التسليم
-
باب: يسلم حين يسلم الإمام
-
باب من لم ير رد السلام على الإمام واكتفى بتسليم الصلاة
-
باب الذكر بعد الصلاة
-
باب: يستقبل الإمام الناس إذا سلم
-
باب مكث الإمام في مصلاه بعد السلام
-
باب من صلى بالناس فذكر حاجة فتخطاهم
-
باب الانفتال والانصراف عن اليمين والشمال
-
باب ما جاء في الثوم الني والبصل والكراث
-
باب وضوء الصبيان
-
باب خروج النساء إلى المساجد بالليل والغلس
-
باب صلاة النساء خلف الرجال
-
باب انتظار الناس قيام الإمام العالم
-
باب سرعة انصراف النساء من الصبح وقلة مقامهن في المسجد
-
باب استئذان المرأة زوجها بالخروج إلى المسجد
-
حديث: ذكروا النار والناقوس فذكروا اليهود والنصارى
-
باب فرض الجمعة
-
باب صلاة الخوف
-
باب في العيدين وتجمل فيه
-
باب ما جاء في الوتر
-
كتاب الاستسقاء
-
باب الصلاة في الكسوف الشمس
-
باب ما جاء في سجود القرآن وسنتها
-
أبواب تقصير الصلاة
-
باب التهجد بالليل
-
باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
باب استعانة اليد في الصلاة
-
باب في السهو إذا قام من ركعتي الفرض
-
كتاب الجنائز
-
باب وجوب الزكاة
-
فرض صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
أبواب العمرة
-
باب المحصر وجزاء الصيد
-
باب جزاء الصيد
-
فضائل المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارات
-
كتاب الحوالة
-
كتاب الكفالة
-
كتاب الوكالة
-
كتاب المزارعة
-
باب في الشرب
-
كتاب الاستقراض
-
باب ما يذكر في الإشخاص والملازمة والخصومة
-
باب في اللقطة وإذا أخبره رب اللقطة بالعلامة
-
كتاب المظالم والغضب
-
كتاب الشركة
-
كتاب الرهن
-
كتاب العتق
-
كتاب المكاتب
-
كتاب الهبة
-
كتاب العارية
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
كتاب الخمس
-
كتاب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب الأنبياء
-
كتاب المناقب
-
باب فضائل أصحاب النبي
-
باب مناقب الانصار
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الرضاع
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
[كتاب المرضى]
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
[كتاب الرقاق]
-
[كتاب القدر]
-
كتاب الأيمان والنذور
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
كتاب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
كتاب أخبار الآحاد
-
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
-
كتاب التوحيد
░149▒ بَابُ الدُّعَاءِ قَبْلَ السَّلاَمِ
832- 833- ذكر فيه حديث عَائِشَةَ (أَنَّ النَّبِيَّ صلعم كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلاَةِ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ المَأْثَمِ وَالمَغْرَمِ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنَ المَغْرَمِ، فَقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ، حَدَّثَ فَكَذَبَ، وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ).
وفي روايةٍ عنها قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم: (يَسْتَعِيذُ فِي صَلاتِهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ).
834- وحديث أبي الخَيرِ _واسمه مَرثَد بن عبد الله اليَزَنيُّ_ عن عبد الله بن عمرٍو عن أبي بكر الصدِّيق أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلعم: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي، قَالَ: (قُلْ: اللهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ).
░150▒ بَابُ مَا يُتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ بَعْدَ التَّشَهُّدِ وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ
835- ذكر فيه حديث ابنِ مَسعُودٍ السالف، وقال في آخره: (ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ، فَيَدْعُو).
وحديث أبي بكرٍ قد أخرجه البخاريُّ كما ترى، وأخرجه في الدعوات [خ¦6326] والتوحيد. [خ¦7387]
وأخرجَه النسائيُّ في «اليوم والليلة» عن أبي الطَّاهر فقال: عن ابن عمرٍو / أنَّ أبا بكرٍ. فجعله من مسند ابن عمرٍو.
ورواه مسلمٌ عن أبي الطاهر فجعله من مسند أبي بكرٍ، والله أعلم.
وصحَّ في الباب أحاديثُ منها حديث عليٍّ: ((اللهُمَّ اغفِرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرت، وما أَسْررتُ وما أَعْلنتُ، وما أَسْرفتُ، وما أُنتَ أَعْلمُ بهِ منِّي، أنتَ المقدِّمُ وأنت المؤخِّرُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ))، أخرجه مسلمٌ.
ومنها حديث أبي هريرة: ((اللهُمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن عَذَاب القَبْر، ومِن فتنةِ الْمَحْيَا والمماتِ، ومن فتنةِ المسيح الدَّجَّالِ))، أخرجاه.
ومنها حديث ابن عبَّاسٍ: ((اللهُمَّ إنَّا نعوذُ بك مِن عَذَاب جَهنَّم، وأعوذَ بك من عذابِ القبرِ، وأعوذُ بك من فتنةِ المسيحِ الدَّجَّال، وأعوذُ بك من فتنةِ المحيا والمماتِ))، أخرجه مسلمٌ.
ومنها حديث عائشة: ((اللهُمَّ إنِّي أعوذُ بك من شرِّ ما عَمِلتُ ومِن شرِّ ما لم أَعْمَل))، أخرجه مسلمٌ.
ومنها حديث مِحجَن بن الأدْرع: ((اللهُمَّ إنِّي أسألك باللهِ الأحدِ الصَّمدِ الذي لم يَلِد ولم يُولَد ولم يكن له كفوًا أحدٌ، أن تَغْفرَ لي ذنوبي، إنَّك أنتَ الغَفُور الرَّحِيم))، أخرجه ابن خزيمة والحاكم وقال: صحيحٌ على شرط الشيخين.
ومنها حديث شدَّاد بن أوسٍ: ((اللهُمَّ إنِّي أسألكَ الثَّباتَ في الأمرِ، وأسألُكَ عزيمةَ الرُّشْدِ، وأسألُكَ شكرَ نعمتكَ وحُسْن عِبادتكَ، وأسألُكَ قلبًا سَليمًا ولِسَانًا صَادقًا، وأستغفركَ لِمَا تَعْلم، وأسألُكَ من خيرِ ما تَعْلم وأعوذُ بكَ من شرِّ ما تَعْلم))، رواه أحمد والنسائيُّ.
ومنها حديث عمَّار بن ياسرٍ: ((اللهُمَّ بعِلمكَ الغيبَ وبقدرتكَ على الخَلْق، أَحْيني ما علمتَ الحياةَ خيرًا لي، وتوفَّني ما كانت الوفاةُ خيرًا لي، أسألكَ خَشْيتك في الغَيْب والشهادة وكلمةَ الحقِّ في الغضبِ والرَّضا، والقصدَ في الفَقْر والغنى، ولذَّة النَّظرِ إلى وجهك، والشوقَ إلى لقائك، وأعوذُ بك من ضرَّاء مضرَّةٍ وفتنةٍ مُضلَّةٍ، اللهُمَّ زينَّا بزينة الإيمانِ واجعلنا هُداةً مهتدين)). رواه أحمد من حديث عطاء بن السائب عن أبيه عنه، وغير ذلك.
واختلف العلماء في هذا الباب، فقال مالكٌ والشافعيُّ وجماعةٌ: لا بأس أن يدعو الرجل في صلاته بما شاء من أمر الدِّين والدنيا. وقال أبو حنيفة: لا يجوز أن يدعو في الصلاة إلَّا بالأدعية المأثورة أو الموافقة، وهو قول النخعيِّ وطاوسٍ، زاد ابن أبي شيبة: وإبراهيم ومحمَّد بن سيرين، واحتجُّوا بحديث معاوية بن الحكم لمَّا شمَّت الرجل في صلاته، فقال ◙: ((إنَّ صلاتنا هذه لا يَصْلُحُ فيها شيءٌ من كلام الآدميِّين، إنَّما هو التَّسبيحُ والتكبيرُ وقراءةُ القرآن))، أو كما قال رسول الله صلعم، وهو من أفراد مسلمٍ.
قالوا: ولا يجوز أن يريد جنس الكلام لأنَّ جميع ما يوجد في الصلاة مِن الأذكار مِن نفس الكلام، فوجب أن يكون المرادُ ما يتخاطبونَ به في العادة.
وقوله: يَرْحَمُكَ اللهُ، دعاءٌ، وقد نهى الشارع عنه، وهذا يمنع مِن فعل الدعاء بهذا الجنس، والجواب: أنَّ هذا وشبهه يعني أن يوجِّه دعاءَه إلى إنسانٍ يخاطبه به في الصلاة، وكأنَّه جوابٌ على شيءٍ كان منه، فأمَّا أن يدعو لنفسه ولغيره ابتداءً مِن غير أن يخاطب فيه إنسانًا فلا، فصار قوله ◙: ((لا يصلحُ فيها شيءٌ مِن كلامِ النَّاس))، متوجِّهًا إلى هذا.
ومن حُجَّة الأوَّلين: حديث ابن مسعودٍ: ((ثمَّ ليتخيَّر مِن الدُّعاء أعجبُهُ إليه فَيَدعُو))، ولم يخصَّ دعاءً مِن دعاءٍ، ولو كان لا يجوز الدعاء إلَّا بما قاله المخالف بيَّنه ◙، فلمَّا لم يخصَّ عمَّ الجميع واستعاذة الشارع بما في حديث عائشة وغيره ليس شيءٌ منه في القرآن، وقد رُوي عن جماعةٍ من السلف مثل ذلك.
رُوي عن ابن عمر أنَّه قال: إنِّي لأدعُو في صلاتي حتَّى لشعيرِ حِمَاري وملحِ بيتي.
وعن عُرْوة بن الزُّبير مثله، وكان الشارع يدعو في صلاته على أحياء من العرب، لا يُقال: إنَّ ذلك كان وقت إباحة الكلام في الصلاة ثمَّ نُسخ؛ لأنَّه قد رُوي عن السلف استعمال الحديث، ولا يجوز أن يخفى عليهم نسخه لو نُسخ، وكان عليٌّ يَقْنُت في صلاته على قومٍ يُسمِّيهم، وكان أبو الدرداء يدعو لسبعين رجلًا في صلاته، وعن ابن الزبير أنَّه كان يدعو للزبير في صلاته.
وإذا انضاف قول هؤلاء إلى قول ابن عمر وعروة جرى مجرى الإجماع إذ لا مخالف لهم، وقد كان ◙ يدعو في سجوده: ((أعوذُ بِرَضاكَ من سَخَطِك..)) إلى آخره.
ورُوي عن ابن شُبرُمَة أنَّه قال: يجوز الدعاء في المكتوبة بأمر الآخرة، فأمَّا الدنيا فلا.
وقال ابن عونٍ: أليس في القرآن {وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ}؟ [النساء:32] فسكتْ، وقد ترجم البخاريُّ في كتاب الدعاء باب: الدعاء في الصلاة، وستعلمه إن شاء الله.
وانفرد ابن حزمٍ قال بفرضيَّة التعوُّذ الذي في حديث عائشة، ولأنَّ مسلمًا ذكر عن طاوسٍ أنَّه أمر ابنه بإعادة صلاته التي لم يدعُ بها فيها.
وفي الحديث: إثباتُ عذاب القبر وقد مضى ما فيه.
و((المَسِيحُ الدَّجَّالُ)): بفتح الميم وتخفيف السين، ويُروى بكسر الميم وتشديد السِّين، أي: لأنَّه ممسوح العين، أو لتمرُّده، أو شُبِّه بالدِّرهم الأطلس الذي لا نَقْشَ عليه، والتخفيف من السِّياحة.
قال خلف بن عامرٍ: لا فرق بينهما، أحدهما عيسى صلعم، والآخر: الدجَّال، وقيل: سُمِّي المسيحَ لمسحه الأرض، وقيل: لأنَّه ممسوحُ العين اليمنى أعورُها.
قال ابن فارسٍ: المَسِيحُ: الذي أحد شقَّي وجهه ممسوحٌ لا عينَ له ولا حاجب، وبذلك سُمِّي الدجَّال مسيحًا، لأنَّه ممسوحُ العين.
وأمَّا عيسى صلعم فقيل: سُمِّي مسيحًا لحسنه أو لسياحته، أو لأنَّه كان يقطعُ الأرض ويمسحُها، أو لأنَّه خرج مِن بطن أمِّه ممسوحًا بالدُّهن، أو لأنَّه لا أخمصَ لرِجْلهِ وهو ما حفيَ عن الأرض مِن باطن الرجل، أو لأنَّ زكريَّا مسحه، / أو لأنَّه كان لا يمسحُ ذا عاهةٍ إلَّا بَرِأ، أو أنَّه اسمٌ خصَّه الله به، أو المسيح: المدبِّر.
قال أبو عبيدٍ: أصلُه بالعبرانيَّة: مَاشِيْحا فعُرِّب، كما عُرِّب موسى. والدَّجَّال قال ابن دريدٍ: سُمِّي بذلك لأنَّه يغطِّي الأرض بالجمع الكثير، وقيل: لتغطيته الحقَّ بكذبه، وفي «الغريبين»: لأنَّه يقطعُ الأرض. قال ثعلب: الدَّجَّال: المموِّه، وهذا مِن معنى الكذب لأنَّه يموِّه بتكذيبه ويُلبِّس.
وقال ابن دِحْيَة في «تنويره»: قيل: إنَّه مِن طَلْي البعير بالقِطْران، سُمِّي بذلك لتغطيتهِ نواحيَ الأرض، أو لوطئه جميع البلاد إلَّا ما اسْتُثْنِي، أو لأنَّه بمَخرقٍ. وعن أبي عمرٍو أنَّ منهم من قال: إنَّه بالخاء المعجمة، وهو خطأٌ.
والمراد بـ((المَحْيَا وَالمَمَاتِ)): الحياة والموت. ويحتمل زمنَ ذلك؛ لأنَّ ما كان معتلَّ العين من الثلاثي فقد يأتي منه المصدر والزمان والمكان بلفظٍ واحدٍ.
ويريد بذلك: محنةُ الدنيا وما بعدها حالةَ الاحتضار، وحالةَ المساءلة في القبر، فكأنَّه لمَّا استعاذ من فتنة هذين المقامين سأل التثبُّت فيهما، كما قال تعالى: {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم:27] وأمَّا المأثم فهو الإثمُ الذي يجرِّ إلى الذمِّ والعقوبة. والمغرم: الذي غَرِم بكسر الرَّاء: أدان.
وكلُّ هذا منه تعليمٌ لنا لندعو به، وأمَّا هو فقد عُوفي من ذلك كلِّه واستعاذ مِن الغرم لأنَّه إمَّا أن يكون في مباحٍ ولكن لا وجه عنده لقضائه فهو متعرِّضٌ لهلاك مال أخيه، وإمَّا مستدينٌ له إلى القضاء سبيلٌ، غير أنَّه يرى ترْكَ القضاء.
ولا يعارض هذا حديث عبد الله بن جعفر يرفعُه: ((إنَّ اللهَ مع الدَّائنِ حتَّى يقضيَ دَيْنه ما لم يكنْ فيما يَكْرَهُ الله ╡)). وكان ابن جعفر يقول لخازنِه: اذهب فخذْ لي بدينٍ فإنِّي أكره أن أبيتَ الليلة إلَّا واللهُ معي.
فإن قلت: كيفَ استعاذَ من الدجَّال وقد ثبت أنَّ الدجَّال إذا رأى المسيحَ صلعم يذوبُ، فكيف نبيُّنا؟
قلتُ: أراد تعليمنا، أو أنَّه تعوَّذ منه لأمَّته، أو أنَّه معصومٌ ويُظْهِر الاستعاذة.
وأمَّا قوله: ((كَثِيرًا)) فهو بالثاء المثلَّثة، وفي مسلمٍ بالباء الموحَّدة وينبغي جمعهما كما قاله النوويُّ، أو يقول ذا مرَّةً وذا أخرى.
فإن قلتَ: المغفرة لا تكون إلَّا مِن عند الله، فكيف قال: مغفرةً من عندك؟
قلتُ: المعنى: هبْ لي الغفرانَ بفضلك وإن لم أكن أهلًا له بعملي، وقد أوضحت الكلام على هذا الحديث في «شرحي للعمدة» فراجعه منه تجدْ نفائس، وكذا على حديث أبي هريرة وهو في معنى حديث عائشة الذي في «العمدة».
ومعنى: (يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ) ما يجوز الدعاء به، كما قال الداوديُّ.
تنبيه: هذا حْكُم التشهُّد الأخير، فأمَّا الأوَّل فلا دعاء فيه لثباته على التخفيف، وعن مالكٍ كذلك، وروى عنه ابن نافعٍ: لا بأس أن يُدعى بَعْده.