التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب من أسمع الناس تكبير الإمام

          ░67▒ باب مَنْ أَسْمَعَ النَّاسَ تَكْبِيرَ الإِمَامِ.
          712- ذكر فيه حديث عائشة: (لَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ صلعم مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَتَاهُ بِلال يُؤْذِنُهُ بِالصَّلاَةِ، فَقَالَ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ...) الحديث، وفيه: (وَأَبُو بَكْرٍ يُسْمِعُ النَّاسَ التَّكْبِيرَ).
          وَقَالَ في آخره: تَاَبَعَهُ مُحَاضِرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ.
          وقد سلف الحديث في باب حدِّ المريض أن يشهد الجماعة [خ¦664]، وهو دليلٌ لِمَا بوَّب له، وأنَّه يجوز رفع الصَّوت بالتَّكبير ليسمع النَّاس، لكن عندنا لا يقصد الإسماعَ وحده.
          ░68▒ باب الرَّجُلُ يَأْتَمُّ بِالإِمَامِ، وَيَأْتَمُّ النَّاسُ بِالْمَأْمُومِ.
          وَيُذْكَرُ عَنِ النَّبِيِّ صلعم: ((ائْتَمُّوا بِي وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ)).
          713- وهذا أخرجه مسلمٌ مِن حديث أبي نَضرةَ عنْ أبي سعيدٍ الخدريِّ أنَّ رَسُولُ الله صلعم رأى في أصحابه تأخُّرًا، فقالَ لهم: ((تقدَّمُوا فائتمُّوا بي وليأتمَّ بكم مَن بعدكم ولا يزالُ قومٌ يتأخَّرون حَتَّى يؤخِّرَهم الله)).
          وإنَّما لم يجزم البخاريُّ بهذا التعليق لأجل أبي نَضرةَ؛ فليس على شرطه، وإنَّما استشهد به عن جابرٍ في كتاب الشروط، كما ستعلمه، واعترض الدَّاوديُّ فقال: ليس هذا / ممَّا بوَّب له، وذلك في الأمر كلِّه، وليس كما ذكر بل هو ممَّا بوَّب له بزيادةٍ. ثمَّ ذكر البخاريُّ حديث عائشةَ: (لمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللهِ صلعم جَاءَ بِلاَلٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلاَةِ...) الحديث. وقد سلفَ في باب: حدِّ المريض أن يشهد الجماعة [خ¦664].
          قَالَ ابن بطَّالٍ وابن التِّين: هذا الباب موافقٌ لقول الشَّعبيِّ ومسروقٍ؛ لأنَّهما قالا: إنَّ الإمام يؤمَّ الصُّفوف والصُّفوف يؤمُّ بعضها بعضًا.
          قَالَ الشَّعبيُّ: فإذا أحرم رجلٌ بالصَّلاة قبل أن يرفع الصَّفُّ الَّذي يليه رؤوسهم مِن الرَّكعة فقد أدركها؛ فإنَّ بعضهم أئمَّةٌ لبعضٍ، فيجوز له الاستدلال بهذا الخبر.
          وسائر الفقهاء يراعون رفع الإمام وحدَه وهو أحوط.