التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: إذا بكى الإمام في الصلاة

          ░70▒ باب إِذَا بَكَى الإِمَامُ في صلاته.
          وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادٍ: سَمِعْتُ نَشِيجَ عُمَرَ وَأَنَا فِي آخِرِ الصُّفُوفِ يَقْرَأُ: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ} [يوسف:68].
          وهذا الأثر أسنده البيهقيُّ مِن حديث علقمةَ بن وقَّاصٍ قَالَ: كان عمرُ بن الخطَّاب يقرأ في العتمةِ بسورة يوسفَ وأنا في مؤخَّر الصَّفِّ، حَتَّى إذا جاء ذكر يوسفَ سمعتُ نشيجه مِن مؤخَّر الصَّفِّ. وعند ابن المُنذر فيما حكاه عنه ابن التِّين عن عُبَيد بن عُمَيرٍ قَالَ: صلَّى عمر الفجر، فافتتح يوسفَ فقرأ: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف:84] فبكى حَتَّى انقطع ثمَّ رجع.
          قَالَ ابن قُرقُولٍ في «مطالعه»: نشيج عمر: صوتٌ معه ترديدٌ، كما يردِّد الصَّبيُّ بكاءَه في صدره، وهو بكاءٌ فيه تحزُّنٌ. وَقَالَ الجوهريُّ: نشجَ الباكي إذا غصَّ بالبكاء في حلقه مِن غير انتحابٍ. وعبارة ابن الأثير: النَّشيج صوتٌ معه توجُّعٌ وبكاءٌ، وأقوالهم بنحو ذلك.