التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب إذا كانَ بين الإمام وبين القوم حائط أو سترة

          ░80▒ باب إِذَا كَانَ بَيْنَ الإِمَامِ وَبَيْنَ القَوْمِ حِائِطٌ أَوْ سُتْرَةٌ.
          وَقَالَ الحَسَنُ: لاَ بَأْسَ أَنْ تُصَلِّيَ وَبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ نَهْرٌ. وَقَالَ أَبُو مِجْلَزٍ: يَأْتَمُّ بِالإِمَامِ وَإِنْ كَانَ بَيْنَهُمَا طَرِيقٌ أَوْ جِدَارٌ إِذَا كَانَ يَسْمَعُ تَكْبِيرَ الإِمَامِ.
          وتعليق أبي مِجلَزٍ لاحقِ بن حُمَيدٍ، رواه ابن أبي شَيبة عن مُعتَمِرٍ عن لَيثٍ عن أبي مِجْلَزٍ في المرأة تصلِّي وبينها وبين الإمام حائطٌ، قَالَ: إذا كانت تسمع التَّكبير أجزأها ذلك.
          729- ثمَّ أورد البخاريُّ بعد ذلك حديثَين كلٌّ منهما بسنَدَين، أحدهما عَن عائشةَ وأورده مطوَّلًا ومختصرًا، وحديث زيدِ بن ثابتٍ أورده مسندًا ومعلَّقًا.
          أمَّا حديث عائشةَ فلفظها: (كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فِي حُجْرَتِهِ، وَجِدَارُ الحُجْرَةِ قَصِيرٌ...) الحديث بطوله، ويأتي في الجمعة أيضًا في باب: مَن قَالَ في الخُطبة بعد الثَّناء: أمَّا بعدُ [خ¦924]. و(محمَّدٌ) شيخ البخاريِّ فيه هو ابن سلَام كما نصَّ عليه أبو نُعَيمٍ، والمختصرُ لفظه: ((أنَّه كانَ له حصيرٌ يبسطُه بالنَّهارِ ويَحتجزُه باللَّيلِ، فثاب إليه ناسٌ فصفُّوا وراءَه)). قَالَ: ويأتي أيضًا في موضعٍ آخر، وأخرجه مسلمٌ أيضًا.
          وأمَّا حديث زيدٍ المسند فلفظه: ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم اتَّخَذَ حُجْرَةً _حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: مِنْ حَصِيرٍ_ فِي رَمَضَانَ فَصَلَّى فِيهَا لَيَالِيَ، فَصَلَّى بَصَلاَتِهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا عَلِمَ بِهِمْ جَعَلَ يَقْعُدُ...)) الحديث. وأمَّا المعلَّق فلم يذكر فيه متنًا، وإنما قَالَ: قَالَ عَفَّانُ حدَّثَنَا وُهَيْبٌ حدَّثَنَا مُوسَى، سَمِعْتُ أَبَا النَّضْرِ عَنْ بُسْرٍ، عَنْ زَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صلعم. وهذا التعليق أسنده في الاعتصام عن إسحاق عن عفَّان. وأخرجه النَّسائيُّ عن أحمد بن سُليمان عن عفَّان. وزعم أبو مسعودٍ وخلفٌ أنَّ في كتاب حمَّاد بن شاكرٍ يعني عن البخاريِّ، قَالَ: حدَّثنا عفَّان إلى آخره. وحديث زيدٍ هذا أخرجه البخاريُّ هنا، وفي الأدب والاعتصام، وأخرجه مسلمٌ أيضًا وحسَّنه التِّرمذي وعدَّد جماعاتٍ رووه، ثمَّ ذكر اختلافًا في رفعِه ووقفِه، وَقَالَ: وقفُه أصحُّ. وكذا قال الدَّارقُطنيُّ. وذكر النَّسائيُّ الاختلاف فيه على موسى. ثمَّ اعلمَ أنَّ في بعض نسخ البخاريِّ بعد حديث عَمرةَ عن عائشةَ الأوَّل: