التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب يطول في الأوليين ويحذف في الأخريين

          ░103▒ باب يُطَوِّلُ فِي الأُولَيَيْنِ وَيَحْذِفُ فِي الُأخْرَيَيِنْ
          770- ذكر فيه حديث جابر بن سَمُرة: (قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِسَعْدٍ: شَكَوْكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى في الصَّلاَةِ، قَالَ: قال: أَمَّا أَنَا، فَأَمُدُّ فِي الأُولَيَيْنِ وَأَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ، وَلاَ آلُو مَا اقْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ صَلاَةِ رَسُولِ اللهِ صلعم قَالَ: صَدَقْتَ ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ أَوْ ظَنِّي بِكَ).
          وقد سلف الكلام عليه أوَّل باب وجوب القراءة مستوفًى، [خ¦755] والمراد بالحذف: التقصير، وأصل الحذف من الشيء: النَّقص، وهو بمعنى الرواية الأخرى السالفة هناك: وأخفُّ في الأُخريين.
          ومعنى (لاَ آلُو): لا أقصِّر. تقول العرب: ما آلوت في حاجتك، وما آلوتك نصحًا: ما قصَّرت بك عن جهدي. والحديث ظاهرٌ لِمَا ترجم له، فإنَّ عُكس خالف السنَّة، والصلاة صحيحةٌ، وهو عامٌّ في الرباعيَّة والثلاثيَّة وكذا الثنائيَّة. واستثنى أبو حنيفة وأبو يوسف فقالا: إنَّ ركعتي الظهر سواءٌ، وخالفهما محمَّدٌ فقال: الأولى أطول في كلِّ الصلوات.