التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب فضل من غدا إلى المسجد ومن راح

          ░37▒ باب فَضْلِ مَنْ غَدَا إِلَى المَسْجِدِ وَمَنْ رَاحَ.
          662- ذكر فيه حديث أبي هريرة عَنِ النَّبِيِّ صلعم قَالَ: (مَنْ غَدَا إِلَى المَسْجِدِ ورَاحَ أَعَدَّ اللهُ لَهُ نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ).
          هذا الحديث أخرجه مسلمٌ أيضًا، و(غَدَا): خرج مبكِّرًا، و(رَاحَ): رجع بعَشيٍّ، وقد يُستعملان في الخروج والرجوع مطلقًا توسُّعًا، وهذا الحديث يصلح أن يحمل على الأصل وعلى المتوسَّع به.
          قَالَ ابن سِيده: الرَّواح: العَشيُّ، وقيل: مِن لدن زوال الشَّمس إلى اللَّيل. وَقَالَ الجوهريُّ: الرَّواح نقيض الصَّباح، وهو اسمٌ للوقت. وَقَالَ ابن سِيده: الغَدوة: البُكرة. وَقَالَ الجوهريُّ: الغَدوة: ما بين صلاة الغداة وطلوع الشَّمس، والغُدُوُّ: نقيض الرَّواح. وَقَالَ ابن قُرقُولٍ بعد أن قرَّر أنَّ الغُدوةَ من أوَّل النَّهار إلى الزَّوال كما أنَّ الرَّوحة بعدها: وقيل: الغُدوة بالضمِّ: مِن الصُّبح إلى طلوع الشَّمس، وقد استعمل الغُدوة والرَّواح في جميع النَّهار. ومعنى الحديث: سار بالغُدوِّ، والغاديات: الرَّائحات.
          وقوله: (كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ) أي: تكمل غدوةٌ أو رَوحةٌ.
          ومعنى (أَعَدَّ) هيَّأ، والنُّزل بضمِّ النُّون والزَّاي: ما يُهيَّأ للضَّيف مِن الكرامة.
          وفيه الحضُّ على شهود الجماعات ومواظبة المساجد للصَّلوات لأنَّه إذا أعدَّ الله له نزله في الجنَّة بالغدوِّ والرَّواح، فما ظنُّك بما يُعدُّ له ويُتفضَّل عليه بالصَّلاة في الجماعة واحتساب أجرها والإخلاص فيها لله تعالى؟