شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب إثم المار بين يدي المصلي

          ░101▒ بَابُ: إِثْمِ المَارِّ بَيْنَ يَدَيِ المُصَلِّي.
          فيهِ: أَبُو جُهَيْمٍ(1): (سَمِعَ النَّبيَّ(2) صلعم يَقُولُ: لَوْ يَعْلَمُ المَارُّ بَيْنَ يَدَيِ المُصَلِّي مَاذَا عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ(3)، لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ). [خ¦510]
          قَالَ أَبُو النَّضْرِ: لا أَدْرِي، أَقَالَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ شَهْرًا أَوْ سَنَةً. قالَ المُؤَلِّفُ: قد رُوِيَ مائةُ عامٍ، ذكر ابنُ أبي شَيْبَةَ حَدَّثَنا وَكِيْعٌ عَنْ عبدِ(4) اللهِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ مَوْهِبٍ عَنْ عَمِّهِ عَنْ أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم: ((لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُكُمْ مَا عَلَيْهِ(5) في أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدِي المُصَلِّي مُعْتَرِضًا كَانَ أَنْ(6) يَقِفَ مَائةَ عَامٍ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الخُطْوَةِ الَّتي خَطَاهَا)). فهذا الحديث يدلُّ أنَّ الأربعين الَّتي في حديث أبي جُهَيْمٍ(7) هي أربعون عامًا، وقال قَتَادَةُ: قال عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: لَوْ يعلمُ المارُّ بينَ يدي المُصَلِّي ماذا عليهِ كانَ يقومُ حَوْلًا خيرٌ لَهُ مِنْ ذلكَ، وقالَ كَعْبُ الأَحْبَارِ: كانَ أَنْ يُخْسَفَ بِهِ خيرٌ(8) مِنْ أَنْ يمرَّ بينَ يديهِ.
          وقوله: ((9) يَعْلَمُ المَارُّ مَاذَا عَلَيْهِ) يدلُّ أنَّ الإثم إنَّما يكون على مَنْ عَلِمَ بالنَّهي وارتكبَهُ مستخفًّا بِهِ، ومتى لم يعلمْ بالنَّهي فلا إِثم عليه. /


[1] في (م): ((جهم)).
[2] في (ص): ((الرسول)).
[3] قوله: ((من الإثم)) ليس في (م).
[4] في (م): ((عُبيد)).
[5] في (م): ((له)).
[6] في (م): ((لكان لأنَّ)).
[7] في (م): ((جهم)).
[8] زاد في (م): ((له)).
[9] زاد في (م): ((لو)).