شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب الخدم للمسجد

          ░74▒ وترجم له: بَابُ الخَدَمِ للمَسْجِدِ.
          وقالَ ابنُ عبَّاسٍ: قوله تعالى: {إِنِّي(1) نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا}[آل عِمْرَان:35]يعني: محرَّرًا للمسجد. [خ¦458]
          قالَ المؤلِّفُ(2): فيه الحضُّ على كنسِ المساجد وتنظيفها لأنَّه صلعم(3)، إنَّما خصَّهُ بالصَّلاة عليه بعد دفنِهِ مِن أجل(4) ذلك، وقد رُوِيَ عن النَّبيِّ صلعم أنَّه كَنَسَ المسجد، ذكر ابنُ أبي شَيْبَةَ عَنِ ابنِ(5) وَكِيْعٍ عن موسى بنِ عُبَيْدَةَ عَنْ يَعْقُوبَ بنِ زيدٍ: ((أنَّ النَّبيَّ(6) صلعم كَانَ يَتْبَعُ غُبَارَ المَسْجِدِ بِجَرِيْدَةٍ)) وعَنْ وَكِيْعٍ قَالَ(7): حَدَّثَنا كَثِيْرُ بنُ زيدٍ عَنِ المُطَّلِبِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ حَنْطَبٍ: ((أَنَّ عُمَرَ أَتَى مَسْجِدَ قُبَاءٍ على فَرَسٍ لَهُ، فَصَلَّى فِيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا يَرْفَأُ ائْتِنِي بِجَرِيْدَةٍ فَأَتَاهُ بِهَا، فَاحْتَجَزَ عُمَرُ بِثَوْبِهِ، ثُمَّ كَنَسَهُ)). وفي حديث أبي هريرة: خدمة(8) الصَّالحين والتَّبرُّك بذلك. وفيه: السُّؤال عن الخادم والصَّديق إذا غاب وافتقادُه. وفيه: المكافأة بالدُّعاء والتَّرحُّم على من أوقف نفسَه على نفع المسلمين ومصالحهم. وفيه: الرَّغبة في شهود جنائز الصَّالحين. قال ابنُ القَصَّارِ: وفي صلاة النَّبيِّ صلعم على قبر السَّوداء بعد دفنِها دليلٌ على جواز الصَّلاة في المقبرة، وقال صاحب «الأفعال»: قَمَّ البيتُ قَمًّا: كَنَسَهُ، والقُمَامَةُ: الكِنَاسَةُ، وقَمَّتِ الشَّاةُ: رَعَتْ، ويُقَالُ للمِكْنَسَةُ: المِقَمَّةُ(9).


[1] قوله: ((قوله تعالى: إنِّي)) ليس في (م).
[2] قوله: ((قال المؤلِّف)) ليس في (م).
[3] في (م): ((لأنَّ النَّبيَّ صلعم)).
[4] في المطبوع و(م) و(ص): ((لأجل)).
[5] قوله: ((ابن)) ليس في (م) والمطبوع و(ص).
[6] في (ص): ((الرسول)).
[7] قوله: ((قال)) ليس في (م).
[8] في (م): ((كنسه، وفيه خدمة)).
[9] في (م): ((مقمَّة)).