شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب الأبواب والغلق للكعبة والمساجد

          ░81▒ بَابُ: الأبْوَابِ وَالغَلَقِ لِلْكَعْبَةِ وَالمَسَاجِدِ.
          وقَالَ(1) ابنُ أبي مُلَيْكَةَ لابنِ جُرَيْجٍ: لَوْ رَأَيْتَ مَسَاجِدَ ابنِ عَبَّاسٍ وَأَبْوَابَهَا.
          فيهِ: ابنُ عُمَرَ: (أَنَّ النَّبيَّ(2) صلعم قَدِمَ مَكَّةَ، فَدَعَا عُثْمَان بنَ طَلْحَةَ، فَفَتَحَ البَابَ، فَدَخَلَ النَّبيُّ صلعم، وَبِلالٌ، وَأُسَامَةُ(3) بنُ زَيْدٍ، وَعُثْمَانُ بنُ طَلْحَةَ، ثمَّ أَغْلَقَ البَابَ، فَلَبِثَ فِيهِ سَاعَةً، ثمَّ خَرَجُوا).
          قالَ المُؤَلِّفُ: اتِّخاذ الأبواب للمساجد واجبٌ لتُصَانَ عن مكان(4) الرَّيب، وتُنَزَّهَ عمَّا لا يصلح فيها من غير الطَّاعات. قال المُهَلَّبُ: وإدخال النَّبيِّ صلعم معه هؤلاء الثَّلاثة، لمعاني(5) تخصُّ كلَّ واحدٍ منهم، فأمَّا دُخُول عُثْمَانَ فلخدمتِهِ البيت(6) في الغَلْقِ والفَتْحِ والكَنْسِ، ولو لم يدخلْهُ لِغَلْقِ بابِها؛ لتوهَّمَ النَّاسُ أنَّه عزلَهُ، وأمَّا بلالٌ فمُؤَذِّنُهُ(7) وخادِمُ أَمْرِ صلاتِهِ، وأمَّا أُسَامَةَ فمُتَوَلِي خدمةِ ما يَحْتَاجُ إليهِ، وهُمْ خَاصَّتُهُ؛ فللإمامِ أَنْ يَستَخِصَّ خاصَّتَهُ ببعض ما يستترُ بهِ عنِ النَّاسِ وأمَّا غَلْقُ البابِ _والله أعلم_ حين صَلَّى في البيتِ؛ لئلَّا يَظُنَّ النَّاسُ أنَّ الصَّلاةَ فيه سُنَّةٌ،
           / فيلزمون(8) ذلك. [خ¦468]


[1] في المطبوع و(ص): ((قال)).
[2] في (ص): ((نبي الله)).
[3] في (ص): ((فدخل الرسول وإسامة)).
[4] في (م): ((مكامن)).
[5] في المطبوع و(م): ((لمعانٍ)).
[6] في (م): ((للبيت)).
[7] زاد في (م): ((وخادمه)).
[8] في (م): ((فيلتزمون)).