شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب أصحاب الحراب في المسجد

          ░69▒ بَابُ: أَصْحَابِ الحِرَابِ فِي المَسْجِدِ.
          فيهِ: عَائِشَةُ قَالَتْ(1): (لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم يَوْمًا على بَابِ حُجْرَتِي، وَالحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ فِي المَسْجِدِ، وَرَسُولُ اللهِ صلعم يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ، أَنْظُرُ إلى لَعِبِهِمْ). [خ¦454]
          قال المُهَلَّبُ: المسجد موضوعٌ(2) لأمر جماعة المسلمين، فما كان مِن الأعمال مما يجمعُ منفعة الدِّين وأهلِهِ، فهو جائزٌ في المسجد، واللَّعبِ بالحِرَابِ مِن تدريب الجوارح على معاني الحروب، وهو من الاشتداد(3) للعدوِّ، والقوَّة على الحرب فهو جائزٌ في المسجد وغيرِهِ. وفيه: جواز النَّظَرِ إلى اللهو المباح وقد يمكن أن يكونَ تَرْكُ النَّبيِّ صلعم عَائِشَةَ لتنظر إلى اللَّعب بالحِرَابِ؛ لتضبط(4) السُّنَّة في ذلك وتنقل تلك(5) الحركات المحكمة إلى بعض من يأتي مِن أبناء المسلمين وتعرَّفهم بذلك. وفيه: مِنْ حُسْنِ خُلُقِ النَّبيِّ صلعم وكريمِ(6) معاشرتِهِ لأهلِهِ ما يلزم المسلم امتثاله والاقتداء به فيه، ألا ترى وقوفه ◙ وسَتْرَهُ لعَائِشَةَ وهي تنظر إلى اللَّعب(7) !.


[1] قوله: ((قالت)) ليس في (م).
[2] في (م) و(ص): ((موضع)).
[3] في (م): ((الإرصاد)).
[4] في (م): ((لتنقل)). في (ح): ((نسخة: لتعلم)).
[5] في (م): ((وتضبط بعض تلك))، وفي المطبوع و(ص): ((وتنقل بعض تلك)).
[6] في (م): ((في كريم)).
[7] في (م): ((لعبهم)).