شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب من بنى مسجدًا

          ░65▒ بَابُ: مَنْ بَنَى مَسْجِدًا.
          فيهِ: عُثْمَانُ أنَّه قَالَ _عِنْدَ قَوْلِ النَّاس فِيهِ حِينَ بَنَى مَسْجِدَ الرَّسول_: (إِنَّكُمْ أَكْثَرْتُمْ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم يَقُولُ: مَنْ بَنَى مَسْجِدًا _قَالَ بُكَيْرٌ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ(1): يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللهِ_ بَنَى اللهُ لَهُ مِثْلَهُ(2) فِي الجَنَّةِ). [خ¦450]
          المساجد بيوت الله وقد أضافها الله تعالى إلى نفسِهِ بقولِهِ: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ}[التوبة:18]، حسبك(3) بهذا شرفًا لها، وقال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ ويُذْكَرَ فيها اسْمُهُ(4)} الآية[النور:36]،. فهي أفضل بيوت الدُّنيا وخير بقاع الأرض، وقد تفضَّل الله تعالى(5) على بانيها بأنْ بَنَى له قصرًا في الجنَّة، وأجر المسجد جارٍ لمن بناه في حياتِه وبعد مماتِه ما دام يُذكر الله ╡ فيه ويُصَلَّى فيه، وهذا مما جازت المجازاة فيه مِن جنس الفعل(6).


[1] قوله: ((قَالَ بُكَيْرٌ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ)) ليس في (م).
[2] في (م) و(ص): ((بيتًا)).
[3] في (م): ((وحسبك)).
[4] قوله: (({وَيُذْكَرُ فِيْهَا اسْمُهُ})) ليس في المطبوع و(ص).
[5] في (م): ((وتفضَّل تعالى)).
[6] العبارة في (م): ((وقد تفضَّل تعالى على بانيها بأنْ بَنَى له بيتًا في الجنَّة، فجعل المجازاة فيه من جنس الفعل وأجر المسجد جار لمن بناه في حياته بعد مماته مادام يذكر الله ╡ فيه ويصلِّي له)).