شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب حك المخاط بالحصى من المسجد

          ░34▒ بَابُ: حَكِّ المُخَاطِ بِالحَصَى مِنَ المَسْجِدِ(1).
          فيهِ: أَبُو هُرَيْرَةَ وأَبُو سَعِيدٍ: (أَنَّ النَّبيَّ(2) صلعم رَأَى نُخَامَةً فِي جِدَارِ المَسْجِدِ، فَتَنَاوَلَ حَصَاةً فَحَكَّهَا، فَقَالَ: إِذَا تَنَخَّمَ أَحَدُكُمْ فَلا يَتَنَخَّمَنَّ قِبَلَ وَجْهِهِ، وَلا عَنْ يَمِينِهِ، وَليَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ اليُسْرَى). [خ¦408] [خ¦409]
          الَّذي(3) يرى البُزَاق في المسجد مخيَّرٌ فيه(4) إن شاء حتَّهُ بحصاةٍ أو بيده أو بما يزيله، وفائدة هذه الأحاديث تنزيهُ المسجدَ وإكرام القِبْلَةِ، وقد ترجم لحديث أبي هُرَيْرَةَ: بابُ دَفْنِ النُّخَامَةِ في المَسْجِدِ، وزاد فيه: ((وَلَا يَبْزُقْ عَنْ يَمِينِه، فَإِنَّ عَنْ يَمِينِه مَلَكًا))، فذكر عِلَّة نهيه عن يمينه أنَّه مِن أجلِ كون الملَك عن يمينه إكرامًا له وتنزيهًا.
          وقال صاحب «العين»: حَتَتُّ الشَّيء عَنِ الثَّوْبِ فَرَكْتُهُ، والحتاتُ: ما تَحَاتَّ منه، أي: تساقط.


[1] قوله: ((من المسجد)) ليس في (م).
[2] في (ص): ((نبي الله)).
[3] في المطبوع و(ص): ((والَّذي))، وفي (م): ((قال الَّذي)).
[4] قوله: ((فيه)) ليس في (م).