شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب هل يقال: مسجد بنى فلان؟

          ░41▒ بَابُ: هَلْ يُقَالُ مَسْجِدُ بَنِي فُلانٍ.
          فيهِ: ابنُ عُمَرَ: (أَنَّ النَّبيَّ(1) صلعم سَابَقَ بَيْنَ الخَيْلِ الَّتي أُضْمِرَتْ مِنَ الحَفْيَاءِ، وَأَمَدَّهَا ثَنِيَّة الوَدَاعِ، وَسَابَقَ بَيْنَ الخَيْلِ الَّتي لَمْ تُضْمَرْ مِنَ الثَّنِيَّةِ إلى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ، وَأَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ كَانَ فِيمَنْ سَابَقَ بِهَا(2)). [خ¦420]
          قالَ المُؤَلِّفُ: المساجد بيوت الله، وأهلها أهل الله، وفي هذا الحديث جواز إضافتها إلى البانين لها والمُصَلِّي(3) فيها(4)، وفي ذلك جواز إضافة أعمال البِرِّ إلى أربابها ونسبتها إليهم، وليس في ذلك تزكيةٌ لهم، وليست إضافة المسجد إلى بني زُرَيْقٍ إضافة ملكٍ(5)، وإنَّما هي إضافة تمييزٍ.
          ورُوِيَ عن النَّخَعِيِّ أنَّه كان يكرَه أن يُقَالَ: مسجد بني(6) فُلانٍ، ولا يرى بأسًا أن يُقَالَ: مُصَلَّى بني فُلان، وهذا الحديث يردُّ قولَه ولا فرق بين قوله: مُصَلَّى ومسجدٌ والله الموفق.


[1] في (ص): ((نبي الله)).
[2] قوله: ((وَأَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ فِيمَنْ سَابَقَ بِهَا)) ليس في (م).
[3] في (م): ((والمصلين)).
[4] قوله: ((وفي)) ليس في (ص).
[5] في (م): ((وليست هذه الإضافة إضافة ملك)).
[6] قوله: ((بني)) ليس في (م).