شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب الصلاة إلى الأسطوانة

          ░95▒ بَابُ: الصَّلاة إلى الأسْطُوَانَةِ.
          وَقَالَ عُمَرُ: المُصَلُّونَ أَحَقُّ بِالسَّوَارِي مِنَ المُتَحَدِّثِينَ، وَرَأى ابن عُمَرَ رَجُلًا يُصَلِّي بَيْنَ أُسْطُوَانَتَيْنِ، فَأَدْنَاهُ إلى سَارِيَةٍ، فَقَالَ: صَلِّ إِلَيْهَا.
          فيهِ: سَلَمَةُ: (أنَّه كان يُصَلِّي عِنْدَ الأسْطُوَانَةِ الَّتي عِنْدَ المُصْحَفِ، وقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم يَفْعَلُهُ). [خ¦502]
          وفيهِ: أَنَسٌ قَالَ: (رَأَيْتُ كِبَارَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ(1) صلعم يَبْتَدِرُونَ السَّوَارِيَ عِنْدَ المَغْرِبِ حتَّى يَخْرُجَ النَّبيُّ(2) صلعم). [خ¦503]
          ولمَّا(3) كان النَّبيُّ صلعم يستتر بالعَنَزَةِ والرُّمح في الصَّحراء، كانتِ الأسطوانة أَوْلى بذلك، ولمَّا أجمعوا أنَّه يُجزئ مِن السُّتْرَةِ قدر مؤخِّرة الرَّحْلِ في حلَّة الرُّمْحِ، عُلِمَ أنَّ الأسطوانة أشدُّ سُتْرَةً مِن ذلك. وفيه: أنَّه / ينبغي أن تكون الأسطوانة أمامَهُ، ولا تكون إلى جنبِهِ، لئلَّا يتخلَّل الصُّفُوف شيءٌ فلا تكون(4) له سُتْرَةٌ.


[1] في (م): ((كبار الصَّحابة والنَّبي)).
[2] في (ص): ((الرسول)).
[3] في (م): ((قال: لما)). في المطبوع و(ص): ((فلمَّا)).
[4] في (م): ((شيء فتكون)).