شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب إذا لم يتم السجود

          ░26▒ بَابُ: إِذَا لَمْ يُتِمَّ السُّجُودَ.
          فيهِ: حُذَيْفَةُ: (أنَّه رَأى رَجُلًا لا يُتِمُّ رُكُوعَهُ وَلا سُجُودَهُ، فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ قَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: مَا صَلَّيْتَ، قَالَ: وَأَحْسِبُهُ، قَالَ: لَوْ مُتَّ مُتَّ على غَيْرِ سُنَّةِ مُحَمَّدٍ صلعم). [خ¦389]
          قال المُهَلَّبُ: قوله: (مَا صَلَّيْتَ) يعني صلاةً كاملةً، ونفى عنه العمل؛ لقِلَّة التَّجويد فيه، كما تقول(1) للصَّانع إذا لم يُجَوِّدْ: ما صنعت شيئًا، يريدون الكمال، ومثله قوله(2) صلعم للَّذي لم يُحْسِنِ الصَّلاةَ: ((ارْجِعْ فَصَّلِ فإنَّكَ لمْ تُصَّلِ))، وإنَّما نقص مِن صلاته الطَّمأنينة في الرُّكُوع والسُّجُود وهي من كمال الصَّلاة.
          وقوله: (لَوْ مُتَّ مُتَّ على غَيْرِ سُنَّةِ مُحَمَّدٍ(3)) يدلُّ أنَّ الطَّمأنينة سُنَّةٌ، وسيأتي تمام هذا المعنى في أبواب الرُّكُوع(4) والسُّجُود إن شاء الله تعالى [خ¦791] [خ¦808].


[1] في (م): ((يقولون)).
[2] في (ص): ((قول الرسول)).
[3] زاد في (م): ((صلعم)).
[4] في (ص): ((تمام هذا في الركوع)).