شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب السترة بمكة وغيرها

          ░94▒ بَابُ: السُّتْرَةِ بِمَكَّةَ وَغَيْرِهَا.
          فيهِ: أَبُو جُحَيْفَةَ: (خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلعم بِالهَاجِرَةِ، فَصلَّى بِالبَطْحَاءِ الظُّهْرَ وَالعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَنَصَبَ بَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةً، وَتَوَضَّأَ، فَجَعَلَ النَّاس يَتَمَسَّحُونَ بِوَضُوئِهِ). [خ¦501]
          السُّتْرَةُ(1) للمُصَلِّي معناها: درءُ المارِّ بين يديهِ، فكلُّ(2) مَن صَلَّى في مكانٍ واسعٍ، فالمستحبُّ(3) له أن يُصَلِّي إلى سُتْرَة بمكَّة كان أو غيرها، إلَّا مَن صَلَّى في مسجدِ مكَّة بقرب القِبْلَةِ حيث لا يمكن أحدًا المرور بينَهُ(4) وبينَهَا، فلا يحتاج إلى سُتْرَةٍ إذ قِبْلَةُ مكَّة سُتْرَةٌ له، فإن صَلَّى في مؤخِّر المسجد بحيث يمكن المرور بين يديه أو في سائر بقاع مكَّة إلى غير جدارٍ أو شجرةٍ أو ما أشبههما(5)، فينبغي أن يجعل أمامَهُ ما يسترُهُ مِنَ المرورِ بين يديه كما فعل النَّبيُّ صلعم حين صَلَّى بالبَطْحَاءَ إلى عَنَزَةٍ، والبَطْحَاءُ خارج مكَّة، وكذلك حُكْمُ أهل(6) مكَّة إذا كان فضاءً.


[1] في (م): ((قال: السُّترة)). وفي المطبوع و(ص): ((والسُّترة)).
[2] في (م): ((وكلُّ)).
[3] في (ص): ((المستحب)).
[4] في (م): ((حيث لا يمرُّ أحدٌ بينه)).
[5] في (م): ((شجرة وشبهها)). في(ص): ((أشبهها)).
[6] في (م): ((داخل)).