إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: والله ما أنعم الله علي من نعمة بعد إذ هداني أعظم من صدقي

          4673- وبه قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى) هو ابن عبد الله بن بكيرٍ المخزوميُّ المصريُّ(1) قال: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ) ابن سعدٍ الإمامُ (عَنْ عُقَيْلٍ) بضمِّ العين، ابن خالدٍ الأيليِّ (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) الزُّهريِّ (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ) أباه (عَبْدَ اللهِ بْنَ كَعْبِ) ولغير أبي ذَرٍّ زيادة: ”ابن مالكٍ“ (قَالَ: سَمِعْتُ) أبي (كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ) غزوة (تَبُوكَ) _غير منصرفٍ(2)_ يقول: (وَاللهِ مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ مِنْ نِعْمَةٍ بَعْدَ إِذْ هَدَانِي) زاد في «المغازي» [خ¦4418]: «للإسلام» ولأبي ذَرٍّ عن المُستملي: ”على عبدٍ“ قال الحافظ ابن حجرٍ: والأوَّل هو الصَّواب (أَعْظَمَ مِنْ صِدْقِي رَسُولَ اللهِ صلعم أَلَّا أَكُونَ كَذَبْتُهُ) «لا» زائدةٌ، والمعنى‼: أن أكون كذبته، واستُشكِلَ كون «أكون» مستقبلًا و«كذبتُ» ماضيًا، وأُجِيبَ بأنَّ المستقبل في معنى الاستمرار المتناول للماضي، فلا منافاة بينهما (فَأَهْلَـِكَ) بكسر اللَّام وتُفتَح والنَّصب، أي: فإن أهلك (كَمَا هَلَكَ(3)) أي: كهلاك (الَّذِينَ كَذَبُوا حِينَ أُنْزِلَ الوَحْيُ) بقوله تعالى: ({سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ}(4) إِلَى قولِهِ: { الْفَاسِقِينَ}[التوبة:95-96]) الخارجين عن طاعته وطاعة رسوله صلعم ، وهذا الحديث قد ذكره المؤلِّف في «غزوة تبوك» مطوَّلًا [خ¦4418].


[1] في (د): «البصريُّ»، وهو تحريفٌ.
[2] في (ص): «منصوبٍ».
[3] في (د): «وأهلك».
[4] زيد في (د): «{ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ}».