إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب قوله:{يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم}

          ░7▒ (باب قَوْله ╡: {يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا}) أي: المكنوزات أو الدَّراهم ({فِي نَارِ جَهَنَّمَ}) يجوز كون {يُحْمَى} من حميته أو أحميته، ثلاثيًّا أو رباعيًّا؛ يقال: حميت الحديدة وأحميتها، أي: أوقدت عليها لتُحمَى، والفاعل المحذوف هو النَّار، تقديره: يوم تُحمَى النَّار عليها، فلما حُذِف(1) الفاعل؛ ذهبت علامة التَّأنيث لذهابه، كقولك: رُفِعت القصَّة إلى الأمير، ثمَّ تقول: رُفعِ إلى الأمير ({فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ}) تخصيصُ هذه الأعضاء؛ لأنَّ جمع المال والبخل به كان لطلب الوجاهة، فوقع العذاب بنقيض المطلوب، والظَّهرُ لأنَّ البخيل يولِّي ظهره عن السَّائل، أو لأنَّها أشرف الأعضاء؛ لاشتمالها على الدِّماغ والقلب والكبد ({هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ}) معمولٌ لقولٍ محذوفٍ، أي: يقال لهم: هذا ما كنزتم لمنفعة أنفسكم، فصار مضرَّةً لها وسبب تعذيبها ({فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ}[التوبة:35]) أي: جزاء الذي كنتم تكنزونه؛ لأنَّ المكنوز لا يُذَاق، وثبت(2) «باب قوله ╡» لأبي(3) ذرٍّ، وسقط له «{جِبَاهُهُمْ}...» إلى آخره، وقال بعد قوله: {فَتُكْوَى بِهَا}: ”الآيةَ“(4).


[1] في (د): «حذفت».
[2] في (د) و(م): «وسقط»، وفي (ل): «وثبت»، ثمَّ ضُرِب عليها، وكُتِبَ في الهامش: «وسقط».
[3] في (د): «لغير أبي».
[4] قوله: «وسقط له: { جِبَاهُهُمْ...} إلى آخره، وقال بعد قوله: {فَتُكْوَى بِهَا}: الآية»، سقط من (د) و(م).