إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب قوله:{سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم}

          ░14▒ (باب قوله) تعالى، التَّبويب وتاليه ثابتٌ لأبي ذرِّ، ساقطٌ لغيره: ({سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ}) أيمانًا كاذبةً، والمحلوف عليه: أنَّهم ما قدروا على الخروج في غزوة تبوك ({ إِذَا انقَلَبْتُمْ}) رجعتم من الغزو ({ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ}) فلا تعاتبوهم ({فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ}) احتقارًا لهم ولا تُوَبِّخوهم ({ إِنَّهُمْ رِجْسٌ}) قذرٌ نجسٌ بواطنهم واعتقاداتهم، وهو علَّةٌ للإعراض وترك المعاتبة ({وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ}) / مصيرهم في الآخرة إليها، وهو من تمام التَّعليل ({جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}[التوبة:95]) من النِّفاق، ونُصِب {جَزَاء} على المصدر بفعلٍ من لفظه مقدَّر؛ أي يُجزَون جزاءً، وسقط قوله: «{فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ}...» إلى آخره لأبي ذرٍّ، وقال ابن حجرٍ: سقط «{لَكُمْ}» أي: من قوله: {سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ} من رواية الأَصيليِّ، والصَّواب إثباتها.