إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب قوله:{ثاني اثنين إذ هما في الغار}

          ░9▒ (باب قوله) تعالى _وسقط من «اليونينيَّة» لغير أبي ذرٍّ(1)_ {ثَانِيَ اثْنَيْنِ}) نصبٌ على الحال من مفعول «أخرجه»، وهو مثل: خامس خمسةٍ؛ أي: أحد اثنين ({ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ}) أي: حصلا فيه، والغار: ثقبٌ في الجبل، يُجمَع على غِيْران ({إِذْ يَقُولُ}) صلعم ({لِصَاحِبِهِ}) وهو أبو بكر الصِّدِّيق، فيه دليلٌ على أنَّ من أنكر كون أبي بكرٍ من الصَّحابة؛ كفر لتكذيبه القرآن، فإن قلت: لا دلالة في اللَّفظ على خصوصه؛ أُجيب بأنَّ الإجماع على أنَّه لم يكن غيره: ({لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}[التوبة:40] / أي: (2) نَاصِرُنَا) وسقط لغير أبي ذرٍّ «{إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ (3) لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}» وقال: ”{مَعَنَا}: ناصرنا“.
          (السَّكِينَةُ: فَعِيلَةٌ مِنَ السُّكُونِ) يريد تفسير قوله تعالى: {فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ}[التوبة:40] أي: على الصِّدِّيق، أي: ما ألقى في قلبه من الأمنة التي سكن عندها، وعَلِم أنَّهم لا يصلون إليه، وقيل: الضَّمير عائدٌ على(4) النَّبيِّ صلعم ‼، قال بعضهم: وهذا أقوى، والسَّكينة: هي ما ينزله الله على أنبيائه من الحياطة(5) والخصائص التي لا تصلح إلَّا لهم، كقوله تعالى: {فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ}[البقرة:248].


[1] «لغير أبي ذرٍّ»: ليس في (د) و(م)، والمثبت موافقٌ لما في «اليونينيَّة».
[2] زيد في (ص): «معنا».
[3] {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ}: ليس في (د).
[4] في (د): «إلى».
[5] زيد في (د): «لهم».