إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب قوله:{ولا تصل على أحد منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره}

          ░13▒ (باب قَولِهِ) ╡ _وسقط لغير أبي ذرٍّ_ ({وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم}) أي: من المنافقين صلاة الجنازة ({مَّاتَ أَبَدًا}) ظرفٌ منصوبٌ بالنَّهي، و{مِّنْهُم}: صفة لـ {أَحَدٍ} أو حالٌ من الضَّمير‼ في {مَّاتَ} أي: مات حال كونه منهم؛ أي(1): متَّصفًا بصفة النِّفاق، كقولهم: أنت منِّي، أي: على طريقتي، وهذا النَّهي عامٌّ في كلِّ من عُرِف نفاقه، وإن كان سبب / النُّزول خاصًّا(2) بابن أُبيٍّ رأس المنافقين، وقد ورد ما يدلُّ لنزولها في عددٍ معينٍ؛ منهم ابن أُبيٍّ وغيره؛ لعلمه تعالى بموتهم على الكفر؛ بخلاف غيرهم فإنَّهم تابوا، فعند الواقديِّ عن معمرٍ عن الزُّهريِّ عن حذيفة: قال لي رسول الله صلعم : «إنِّي مسرٌّ إليك سرًّا فلا تذكره لأحدٍ: إنِّي نُهِيت أن أصلِّي على فلانٍ وفلانٍ(3)» رهطٍ ذوي عددٍ من المنافقين، قال: فلذلك كان عمر إذا أراد أن يصلِّي على أحدٍ استتبعَ حذيفة، فإن مشى معه وإلَّا لم يصلِّ عليه، ومن طريقٍ أخرى عن جُبَير بن مطعمٍ: أنَّهم اثنا عشر رجلًا ({وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ}[التوبة:84]).


[1] في (د): «و».
[2] في (ج): «خاصٌّ».
[3] في (د): «وعلى فلانٍ».