إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب:{فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم}

          ░5▒ هذا(1) (بابٌ) _بالتَّنوين_ في قوله سبحانه وتعالى: ({فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ}) أي: فقاتلوا المشركين الذين نقضوا العهد وطعنوا في دينكم بصريح التَّكذيب وتقبيح أحكام الله، فوضع {أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} موضع المضمر _إذ التَّقدير: فقاتلوهم_ للإشارة إلى أنَّهم بذلك صاروا رؤساء الكفرة وقادتهم، أو المراد: رؤساؤهم، وخُصُّوا بذلك لأنَّ قتلهم أهمُّ ({إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ}[التوبة:12]) بفتح الهمزة، جمع يمينٍ، وهو مناسبٌ(2) للنَّكث، ومعنى نفيها عنهم أنَّهم لا يوفون بها وإن صدرت منهم، واستشهد به الحنفيَّة على أنَّ يمين الكافر لا تكون شرعيَّةً، وعند(3) الشَّافعيَّة يمينٌ شرعيَّةٌ؛ بدليل وصفها بالنَّكث، وقرأ ابن عامرٍ بكسرها، مصدر «آمَنَ يُؤمِن إيمانًا» أي: لا تصديق لهم، أو لا أمان لهم، وسقط «باب» لغير أبي ذرٍّ.


[1] «هذا»: ليس في (د).
[2] في (ب) و(س): «المناسب».
[3] في (د): «وعن».