التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب الحمد للعاطس

          ░123▒ بَابُ الحَمْدِ لِلْعَاطِسِ.
          6221- ذكر فيه حديث أَنَسٍ ☺ (عَطَسَ رَجُلاَنِ عِنْدَ رسول الله صلعم فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا وَلَمْ يُشَمِّتِ الآخَرَ، فقيل له: فَقَالَ: هَذَا حَمِدَ اللَّهَ، وَهذا لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ).
          أخرجه مسلمٌ آخر الصَّحيح والأربعة والنَّسائيُّ في «اليوم والليلة» قال التِّرْمِذِيُّ: حسنٌ صحيحٌ.
          و(عَطَسَ): بفتح الطَّاء في الماضي، وبالضمِّ والكسر في مستقبله، وهذا الذي عليه العِلْماء أنَّه يُشمِّت مَن حَمَد دون مَن لم يَحْمَد، قال مالكٌ: فإن بعُد منكَ وسمعتَ مَن يليهِ يُشمِّته فشمِّته.
          والتَّشميتُ: بالمعجمة والمهملة، قاله الخليلُ وثعلبٌ وأبو عُبَيدٍ وغيرهم، قال ثعلبٌ: والاختيارُ بالمهملة لأنَّه مأخوذ مِن السَّمْت وهو القَصْدُ والمحجَّة.
          وقال أبو عُبَيدٍ: الشين في كلامهم أعلى وأكثر.
          وقال أبو عبد الملك: يجوزُ بالمهملة وهو أفصحُ، يُقال: سمت الإبل في المراعي إذا اجتمعت. فالمعنى: جمعَ اللهُ شملكَ، وهذا ذكره بعض أهل اللُّغة في المعجمة، وقالَ قومٌ: معناهما واحدٌ وهو مِن القَصْد، والعرب تُبدل السين مِن الشين. قالوا: جَاحَشْتُه وجَاحَسْتُهُ أي: زاحمتُهُ، فالمعنى: دعوتُ بالهدى والاستقامةِ على سَمْتِ الطريق، وقيل: هو مِن الشَّماتة وذلك لأنَّك إذا قلت له: رحمكَ الله، فقد أدخلتَ على الشَّيطان ما يُسخِطُهُ فيُسَرُّ العاطِسُ بذلك، وقيل: معناه: أبعدَ الله عنك الشَّماتة، وجنَّبتك ما سمت به عليك، قاله ثعلَبٌ.