التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضًا

          ░36▒ بَابُ تَعَاوُنِ المُؤْمِنِينَ بَعْضِهِمْ بَعْضًا.
          6026- 6027- ذكر فيه حديث أبي مُوسَى ☺ السَّالف: (المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلعم جَالِسًا إِذْ جَاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُ، أَوْ طَالِبُ حَاجَةٍ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا، وَلْيَقْضِ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا شَاءَ).
          هذا الحديث سلف في الزكاة [خ¦1432]، وأخرجه مسلمٌ أيضاً بلفظ: كان إذا أتاهُ صاحب حاجةٍ أقبلَ على جُلَسائه فقال.. إلى آخره وفي لفظٍ: ما أحب.
          وفي أبي داودَ: ((اشْفَعُوا إليَّ لتُؤجَروا وليَقضِ الله على لسانِ نبيِّهِ ما شاءَ)). قال النَّوويُّ في «أذكاره»: وهذه الرواية توضِّحُ معنى رواية «الصَّحيحين»، ولا شكَّ في ندبيَّةِ تعاون المؤمنين بعضهم بعضاً في أمور الدُّنْيَا والآخرة وهذا الحديث يَعْضُدُه، وذلك مِن مكارم الأخلاق، وقد صحَّ أنَّ ((الله تعالى في عَونِ العبد ما دام العبد في عونِ أخيهِ)) فينبغي للمؤمنين استعمال أدب نبيِّهم والاقتداء بما وصف به أهل الإيمان بعضهم لبعضٍ مِن الشَّفقة والنَّصيحة. وتشبيكه بين أصابعه تأكيدٌ لقولهِ وتمثيلٌ لهم كيف يكونون فيما خوَّلهم مِن ذلك.
          وفيه: أنَّ العالِمَ إذا أراد المبالغة في البيان أنَّه يمثِّل لمن يخاطِبُ معنى أقواله بحركاته، وسيكون لنا عودةٌ إليه في باب الحبِّ في الله قريباً.