التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب الزيارة ومن زار قومًا فطعم عندهم

          ░65▒ باب الزِّيَارةِ، وَمَن زَارَ قَوْمَاً فَطَعِمَ عِنْدَهمْ.
          وَزَارَ سَلْمَانُ، أَبَا الدَّرْدَاءِ فِي عَهْدِ رسول الله صلعم فَأَكَلَ عِنْدَهُ. وقد سلف مُسنداً [خ¦1968].
          6080- ثمَّ ساق حديث أَنَسٍ ☺: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلعم زَارَ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ / الأَنْصَارِ، فَطَعِمَ عِنْدَهُمْ طَعَامًا، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ أَمَرَ بِمَكَانٍ مِنَ البَيْتِ فَنُضِحَ لَهُ عَلَى بِسَاطٍ، فَصْلٌى عَلَيْهِ وَدَعَا لَهُمْ.
          لا شكَّ أنَّ مِن تمام الزيارة إطعام الزائر ما حضرَ، وإتحافُهُ بما تيسَّر، وذلك مِن كريم الأخلاق، وهو ممَّا يثبِّتُ المودَّة ويؤكِّد المحبَّة.
          وفيه: أنَّ الزائر إذا أكرمَهُ المزور أنَّه ينبغي له أن يدعو له ولأهل بيته ويُبَارك في طِعامهم وفي رزقهم. وهذا البيت هو بيتُ جدِّته مُلَيكةَ.
          ومعنى (طَعِمَ): أَكَل، وهو بكسر العين قال تعالى: {فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا} [الأحزاب:53] وقد يكون بمعنى: ذاقَ، قال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي} [البقرة:249] والبِسَاط: هنا هو الحَصِير كما جاء في حديثٍ آخرَ.
          واختُلف: لِمَ نضحَهُ؟ فقيل: لمَّا شكَّ فيه. وقيل: لتليينهِ. وقيل: صبَّ عليه صبًّا فيكون كالغَسْل، كما قيل في نَضْح بَوْلِ الصَّبيِّ، ويحتمل أن يريد الرَّشَّ.
          وفيه أيضاً: جواز الصَّلَاة على الحَصِير، وإن حُمل على ظاهره ففيه جواز الصَّلَاة على ما لا تُنبته الأرض.
          وفيه: مكافأةُ مِن أطعمَهُ.