التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب مَن أثنى على أخيه بما يعلم

          ░55▒ بَابُ مَنْ أَثْنَى عَلَى أَخِيهِ بِمَا يَعْلَمُ.
          وقال سَعْدٌ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلعم يَقُولُ لِأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، إِلَّا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ.
          هذا قد سلف في فضائلِهِ مُسنداً [خ¦3812].
          6062- ثمَّ ساق حديث ابن عُمَر ☻: أَنَّه ◙ حِينَ ذَكَرَ فِي الإِزَارِ مَا ذَكَرَ، قَالَ أبو بكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ إِزَارِي يَسْقُطُ مِنْ أَحَدِ شِقَّيْهِ؟ قَالَ: (إِنَّكَ لَسْتَ مِنْهُمْ).
          فيه مِن الفقه: أنَّه يجوز الثناء على النَّاس بما فيهم، على وجه الإعلام بصِفاتهم لتُعرف لهم سابقتهم في الفضل، فيُنزَلوا منازِلَهم ويُقدَّموا على مَن لا يساويهم، ويُقتدى بهم في الخير، ولو لم يَجُز وصفهم بالخير والثناء عليهم بأحوالهم لم يُعلم أهل الفضْلِ مِن غيرهم. أَلَا تَرَى أنَّه ◙ خصَّ أصحابه بخواصَّ مِن الفضائل بانوا بها على / سائر النَّاس، وعُرفوا بها إلى يوم القيامة، فشهِدَ للعشرة بالجَنَّة، كما شهد لعبد الله بن سَلَامٍ.
          وليس عدم سماعِ سَعْدٍ بمعارِضٍ لمن سَمِعَه يشهدُ بذلك لغيره، بل يأخذ كلُّ واحدٍ بما سمع. وكذلك قال ◙ للصِّدِّيق: ((كلُّ النَّاس قال لي: كَذَبْتَ، وقال لي أبو بكْرٍ: صَدَقت)).
          وروى مَعْمَرٌ، عن قَتَادَة، عن أبي قِلَابة: قال النَّبِيُّ صلعم: ((أرحم أُمَّتي بأُمَّتي أبو بكْرٍ، وأقواهم في الله عُمَر، وأصدقُهم حياءً عُثْمَان، وأقضاهم عليٌّ، وأمينُ أُمَّتي أبو عُبَيْدَة بن الجرَّاحِ، وأعلم أُمَّتِي بالحلال مُعَاذُ بن جَبَلٍ، وأقرؤهم أُبَيٌّ، وأَفْرَضُهم زَيْدٌ)).
          وقال ◙ في حديثٍ آخر: ((ما أظلَّتِ الخَضْراءُ ولا أقلَّتِ الغَبْراءُ أصدق لهجةً مِن أبي ذرٍّ)).