التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب قول الله تعالى: {واجتنبوا قول الزور}

          ░51▒ بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج:30]
          6057- ذكر فيه حديث أبي هُرَيْرَةَ ☺، عن النَّبِيِّ صلعم قال: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ وَالجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) قَالَ أَحْمَدُ _يعني ابن يُونُسَ شيخ البُخَارِيِّ_: أَفْهَمَنِي رَجُلٌ إِسْنَادَهُ. والحديث سلف [خ¦1903].
          و({قَوْلَ الزُّورِ}): هو الكَذِب وهو محرَّمٌ على المؤمنين، وهذا الحديث في شاهدِ الزُّور تغليظٌ شديدٌ ووَعِيدٌ كبيرٌ.
          ودلَّ قوله: (فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ) إلى آخره: أنَّ الزُّور يُحبِطُ أجر الصَّائم، وأنَّ مَن نطق به في صيامهِ كالآكل الشَّارب عند الله في الإثم، فينبغي تجنُّبه والحذرُ منه لإحباطه للصِّيام الذي أخبر الشارع عن ربِّه أنَّه قال فيه: ((كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له إلَّا الصَّوم فإنَّه لي وأنا أجزي به)). فما ظنُّك بِسَيِّئةٍ غطَّت على هذا الفضل الجَسِيم والثواب العظيم؟! وقد قال بعض أهل العِلْم: إنَّ الغِيبةَ مُفَطِّرةٌ للصَّائم. والكافَّةُ على خِلافه، وهي مِن الكبائر، فإنَّها لا تَفِي له بأجر صومهِ، فكأنَّه في حكم المُفْطِر.