التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب فضل من يعول يتيمًا

          ░24▒ بَابُ فَضْلِ مَنْ يَعُولُ يَتِيمًا.
          6005- ذكر فيه حديث سَهْلٍ ☺: قال النَّبِيُّ صلعم: (أَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذَا، وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّاحَةِ وَالوُسْطَى).
          الشرح: (السَّبَّاحَةِ) هي الإصبعُ التي تلي الإبهام، وسُمِّيت بذلك لأنَّها يُسبَّح بها، وتُسمَّى أيضاً السَّبَّابة لأنَّه يُسبُّ / بها الشَّيطان في التَّشهُّد.
          قال ابن بطَّالٍ: حقٌّ على كلِّ مؤمنٍ يَسمع هذا الحديث أن يرغبَ في العمل به؛ ليكون في الجنَّةِ رفيقاً لرسول الله صلعم ولجماعة النَّبِيِّين والمرسلين ولا منزلةَ عند الله في الآخرة أفضلُ مِن مرافقة الأنبياء، وقد روى أبانُ العطَّار وحَمَّاد بن سَلَمَةَ عن أبي عِمْرَان الجَوْنِيِّ أنَّ رجلاً شكى إلى رسول الله صلعم قسوةَ قلبه، فقال: ((امسح يدكَ على رأس اليتيمِ وأطعمهُ مِن طعامك يلينُ قلبكَ وتقدِرُ على حاجتكَ)).
          وأمَّا أبو حاتمٍ ابن حِبَّانَ فقال في «صحيحه» عَقِب حديث سَهْلٍ المذكور: قوله: ((هكذا)) أراد به: في دخول الجَنَّة، لا أنَّ كافل اليتيم تكون مرتبتُهُ مع مرتبةِ رسول الله صلعم في الجَنَّة واحدةً.