التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب الساعي على المسكين

          ░26▒ بَابُ السَّاعِي عَلَى المِسْكِينِ.
          6007- ذكر فيه حديث أبي هُرَيْرَةَ ☺ الثاني بلفظ: (السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَحْسِبُهُ قَالَ _يَشُكُّ القَعْنَبِيُّ_: كَالقَائِمِ لاَ يَفْتُرُ، وَكَالصَّائِمِ لاَ يُفْطِرُ).
          الشرح: (الأَرْمَلَةُ) بفتح الميم، قال ابن التِّين: وقرأناه بضمِّها، وهي المرأة لا زوجَ لها، وقال ابن السِّكِّيت: الأرامل: المساكينُ مِن الرِّجال والنِّساء.
          قال: ويُقال لهم أراملٌ وإن لم يكن فيهم نِساءٌ، والأرمَلُ: الرَّجُل الذي لا امرأة له.
          وقوله: (كَالقَائِمِ لاَ يَفْتُرُ) يريد: المصلِّي، يُقال: فلانٌ يقومُ اللَّيل كلَّه إذا كان يُصلِّي فيه.
          قال ابن بطَّالٍ: مَن عَجَز عن الجهاد في سبيل الله وعن قيام الليل وصِيام النَّهار فليعمل بهذا الحديث، وليسعَ على الأرامل والمساكين، ليُحْشرُ يوم القيامة في جُملة المجاهدين في سبيل الله دون أن يخطو في ذلك خطوةً أو يُنْفِق درهماً أو يلقى عدُوًّا يرتاعُ بلقائهِ، أو ليُحشر في زُمرة الصَّائمين القائمين وينال درجتهم وهو طاعِمٌ نهاره نائمٌ ليله أيَّامَ حياته، فينبغي لكلِّ مؤمنٍ أن يحرِصَ على هذه التجارة التي لا تبورُ، ويسعى على أرملةٍ أو مسكينٍ لوجه الله؛ ليربحَ في تجارته درجاتِ المجاهدين والصَّائمين والقائمين مِن غير تعبٍ ولا نَصَبٍ، ذلك فضْلُ الله يُؤتيهِ مَن يشاء.