-
المقدمة
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
باب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
→كتاب مواقيت الصلاة←
-
→كتاب الأذان←
-
باب فرض الجمعة
-
باب صلاة الخوف
-
باب في العيدين وتجمل فيه
-
باب ما جاء في الوتر
-
كتاب الاستسقاء
-
باب الصلاة في الكسوف الشمس
-
باب ما جاء في سجود القرآن وسنتها
-
أبواب تقصير الصلاة
-
باب التهجد بالليل
-
باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
باب استعانة اليد في الصلاة
-
باب في السهو إذا قام من ركعتي الفرض
-
كتاب الجنائز
-
باب وجوب الزكاة
-
فرض صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
أبواب العمرة
-
باب المحصر وجزاء الصيد
-
باب جزاء الصيد
-
فضائل المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارات
-
كتاب الحوالة
-
كتاب الكفالة
-
كتاب الوكالة
-
كتاب المزارعة
-
باب في الشرب
-
كتاب الاستقراض
-
باب ما يذكر في الإشخاص والملازمة والخصومة
-
باب في اللقطة وإذا أخبره رب اللقطة بالعلامة
-
كتاب المظالم والغضب
-
كتاب الشركة
-
كتاب الرهن
-
كتاب العتق
-
كتاب المكاتب
-
كتاب الهبة
-
كتاب العارية
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
كتاب الخمس
-
كتاب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب الأنبياء
-
كتاب المناقب
-
باب فضائل أصحاب النبي
-
باب مناقب الانصار
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الرضاع
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
[كتاب المرضى]
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
باب قول الله تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه}
-
باب: من أحق الناس بحسن الصحبة
-
باب: لا يجاهد إلا بإذن الأبوين
-
باب: لا يسب الرجل والديه
-
باب إجابة دعاء من بر والديه
-
باب: عقوق الوالدين من الكبائر
-
باب صلة الوالد المشرك
-
باب صلة المرأة أمها ولها زوج
-
باب صلة الأخ المشرك
-
باب فضل صلة الرحم
-
باب إثم القاطع
-
باب من بسط له في الرزق بصلة الرحم
-
باب: من وصل وصله الله
-
باب: يبل الرحم ببلالها
-
باب: ليس الواصل بالمكافى
-
باب من وصل رحمه في الشرك ثم أسلم
-
باب من ترك صبية غيره حتى تلعب به أو قبلها أو مازحها
-
باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته
-
باب: جعل الله الرحمة مئة جزء
-
باب قتل الولد خشية أن يأكل معه
-
باب وضع الصبي في الحجر
-
باب وضع الصبي على الفخذ
-
باب: حسن العهد من الإيمان
-
باب فضل من يعول يتيمًا
-
باب الساعي على الأرملة
-
باب الساعي على المسكين
-
باب رحمة الناس والبهائم
-
كتاب البر والصلة
-
باب إثم من لا يأمن جاره بوائقه
-
باب: لا تحقرن جارة لجارتها
-
باب: من كانَ يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره
-
باب حق الجوار في قرب الأبواب
-
باب: كل معروف صدقة
-
باب طيب الكلام
-
باب الرفق في الأمر كله
-
باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضًا
-
باب قول الله تعالى: {من يشفع شفاعةً حسنةً يكن له نصيب منها}
-
باب: لم يكن النبي فاحشًا ولا متفحشًا
-
باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل
-
باب: كيف يكون الرجل في أهله؟
-
باب المقة من الله
-
باب الحب في الله
-
باب قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم}
-
باب ما ينهى من السباب واللعن
-
باب ما يجوز من ذكر الناس نحو قولهم الطويل والقصير
-
باب الغيبة
-
باب قول النبي: «خير دور الأنصار»
-
باب ما يجوز من اغتياب أهل الفساد والريب
-
باب: النميمة من الكبائر
-
باب ما يكره من النميمة
-
باب قول الله تعالى: {واجتنبوا قول الزور}
-
باب ما قيل في ذي الوجهين
-
باب من أخبر صاحبه بما يقال فيه
-
باب ما يكره من التمادح
-
باب مَن أثنى على أخيه بما يعلم
-
باب قول الله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان}
-
باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر
-
باب: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن}
-
باب ما يكون من الظن
-
باب ستر المؤمن على نفسه
-
باب الكبر
-
باب الهجرة
-
باب ما يجوز من الهجران لمن عصى
-
باب: هل يزور صاحبه كل يوم أو بكرةً وعشيًا؟
-
باب الزيارة ومن زار قومًا فطعم عندهم
-
باب من تجمل للوفود
-
باب الإخاء والحلف
-
باب التبسم والضحك
-
باب قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا}
-
باب: في الهدي الصالح
-
باب الصبر على الأذى
-
باب من لم يواجه الناس بالعتاب
-
باب: من كفر أخاه بغير تأويل فهو كما قال
-
باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله
-
باب الحذر من الغضب
-
باب الحياء
-
باب: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت
-
باب ما لا يستحيا من الحق للتفقه في الدين
-
باب قول النبي:يسروا ولا تعسروا
-
باب الانبساط إلى الناس
-
باب المداراة مع الناس
-
باب: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين
-
باب حق الضيف
-
باب إكرام الضيف وخدمته إياه بنفسه
-
باب صنع الطعام والتكلف للضيف
-
باب ما يكره من الغضب والجزع عند الضيف
-
باب قول الضيف لصاحبه: لا آكل حتى تأكل
-
باب إكرام الكبير ويبدأ الأكبر بالكلام والسؤال
-
باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء وما يكره منه
-
باب هجاء المشركين
-
باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر
-
باب قول النبي: تربت يمينك وعقرى حلقى
-
باب ما جاء في زعموا
-
باب ما جاء في قول الرجل: ويلك
-
باب علامة حب الله
-
باب قول الرجل للرجل: اخسأ
-
باب قول الرجل: مرحبًا
-
باب: ما يدعى الناس بآبائهم
-
باب: لا يقل خبثتْ نفسي
-
باب: لا تسبوا الدهر
-
باب قول النبي: إنما الكرم قلب المؤمن
-
باب قول الرجل: فداك أبي وأمي
-
باب قول الرجل: جعلني الله فداك
-
باب: أحب الأسماء إلى الله
-
باب قول النبي: سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي
-
باب اسم الحزن
-
باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه
-
باب من سمى بأسماء الأنبياء
-
باب تسمية الوليد
-
باب من دعا صاحبه فنقص من اسمه حرفًا
-
باب الكنية للصبي وقبل أن يولد للرجل
-
باب التكني بأبي تراب وإن كانَت له كنية أخرى
-
باب أبغض الأسماء إلى الله
-
باب كنية المشرك
-
باب: المعاريض مندوحة عن الكذب
-
باب قول الرجل للشيء: ليس بشيء وهو ينوي أنه ليس بحق
-
باب رفع البصر إلى السماء
-
باب نكت العود في الماء والطين
-
باب الرجل ينكت الشيء بيده في الأرض
-
باب التكبير والتسبيح عند التعجب
-
باب النهي عن الخذف
-
باب الحمد للعاطس
-
باب تشميت العاطس إذا حمد الله
-
باب ما يستحب من العطاس وما يكره من التثاؤب
-
باب قول الله تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه}
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
[كتاب الرقاق]
-
[كتاب القدر]
-
كتاب الأيمان والنذور
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
كتاب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
كتاب أخبار الآحاد
-
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
-
كتاب التوحيد
░68▒ باب التَّبَسُّمِ والضَّحكِ.
وقالت فاطمةُ ♦: (أَسَرَّ إِلَيَّ النَّبِيُّ صلعم فَضَحِكْتُ). سلف مسنداً [خ¦3626].
وَقَالَ ابن عبَّاسٍ ☻: (إِنَّ اللَّهَ ╡هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى).
ثمَّ ذكر في الباب أحاديثَ كثيرةً فيها: أنَّه ◙ ضَحِكَ، وفي بعضها أنَّه تَبَسَّمَ منها:
6084- : حديث عائِشَة ♦ في قِصَّة رِفَاعةَ، وفيه: وَمَا يَزِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صلعم عَلَى التَّبَسُّمِ. وفيه: (وَابن سَعِيْدٍ بْنِ العَاصِي جَالِسٌ بِبَابِ الحُجْرَةِ لِيُؤْذَنَ لَهُ) هو خالدُ بن سَعِيْدٍ، وفي نسخة أبي مُحَمَّدٍ، عن أبي أحمدَ: <وَسَعِيدُ بنُ العاصي> والصَّواب الأوَّل.
6085- ومنها: حديث أبي العَبَّاس عن عُمَرَ في استئذانه وأنَّه دخلَ ورسول الله صلعم يضحكُ.
6086- ومنها: حديث عبد الله بن عُمَر (لَمَّا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم بِالطَّائِفِ)، وفي آخره: (فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم). قال الحُمَيْديُّ: حَدَّثَنا سُفْيَان بالخبر كلِّه.
وأبو العَبَّاس اسمُه: السَّائب بن فرُّوخٍ، الشَّاعر المكِّيُّ الأعمى. وعبد الله بن عُمَر هو ابن الخطَّاب.
وفي مُسْلمٍ والنَّسائيِّ عن أبي العَبَّاس، عن عبد الله بن عَمْرٍو، يعني: ابن العاصي، كذا قاله خَلَفٌ الوَاسِطِيُّ. هو في البُخَارِيِّ: عبد الله بن عُمَر، وفي مُسْلمٍ: ابن عَمْرٍو.
قال الدِّمْيَاطِيُّ: ابن العاصي أشبهُ؛ لأنَّ السَّائبَ قد روى عنه عدَّة أحاديثَ وليس عن ابن عُمَر سوى هذا الحديث على الخلاف المذكور.
6087- ومنها: حديث أبي هُرَيْرَةَ ☺ في الذي وقعَ على أهلهِ في رمضانَ، أنَّه ◙ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ.
و النَّواجِذُ آخِر الأسنان وهي أسنان الحُلُم عند العرب.
6088- ومنها: حديث أَنَسٍ في قِصَّة البُردِ، وفيه: فَضَحِكَ.
6089- 6090- ومنها: حديث جَرِيرٍ: وَلاَ رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي.
6091- ومنها: حديث أمِّ سَلَمَةَ، عن أمِّ سُلَيمٍ: (نَعَمْ، إِذَا رَأَتِ المَاءَ فَضَحِكَتْ أُمُّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ: أَتَحْتَلِمُ المَرْأَةُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم: فَبِمَ يَشبَهُ الوَلَدُ؟).
6092- ومنها: حديث عائِشَة ♦: مَا رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صلعم مُسْتَجْمِعًا قَطُّ ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ.
6093- ومنها: حَدَّثَنا مُحَمَّد بن محبوبٍ: حَدَّثَنا أبو عَوَانَةَ، عن قَتَادَةَ، عن أنسٍ ☺
وقال لي خليفةُ: حَدَّثَنا يزيدُ بن زُرَيعٍ، حَدَّثَنا سعيدٌ، عن قَتَادَة، عن أنسٍ في قِصَّة الاستسقاء: (اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا) وفيه: (فَضَحِكَ).
و(مُحَمَّدُ بنُ مَحبوبٍ): هذا هو مُحَمَّد بن الحَسَن _ولقبُ الحَسَن محبوبٌ_ ابن هِلَالِ بن أبي زينبَ أبو جَعْفَرٍ، وقيل: أبو عبد الله القُرَشِيُّ البُنانيُّ البَصْرِيُّ، روى عنه البُخَارِيُّ وأبو داودَ، مات سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين، وروى عن رجلٍ عنه.
فإن قلت: إنَّ حديث النَّواجِذ خِلاف ما حكته عائِشَة أنَّها لم ترهُ مُستجْمِعَاً ضاحكاً حتَّى تبدو لَهَواتُهُ، ولا تبدو النَّواجِذُ _على ما قال أبو هُرَيْرَةَ_ إلَّا عند الاستغراق في الضَّحك وظُهُور اللَّهَوات. قيل: ليس هذا بخلافٍ؛ لأنَّ أبا هُرَيْرَةَ شهد ما لم تَشهد عائِشَة وأثبتَ ما ليس في خبرها والمثبَتُ أَوْلَى، وذلك زِيَادةٌ يجب الأخذ بها.
وليس في قول عائِشَة قطْعٌ منها أنَّه لم يَضْحك قطٌّ حتَّى تبدو لَهَواتُه في وقتٍ مِن الأوقات. وإنَّما أخبرت بما رأت، كما أخبر أبو هُرَيْرَةَ بما رأى، وذلك إخبارٌ عن وقتَين مختلفين.
ووجه تأويل هذه الآثار _والله أعلم_ أنَّه كان ◙ في أكثر أحواله يتبسَّم، وكان أيضاً يضحكُ في أحوالٍ أُخر ضحكاً أعلى مِن التبسُّم، وأقلَّ مِن الاستغراق الذي تبدو فيه اللَّهَواتُ هذا كان شأنه ◙، وكان في النادر عند إفراط تعجُّبه ربَّما ضحكَ حتَّى تبدو نَوَاجِذه، ويجري على عادة البشر في ذلك لأنَّهُ ◙ قد قال: ((إنَّما أنا بشرٌ)) فبيَّن لأُمَّته بضحكهِ الذي بدت فيه نوَاجِذُهُ أنَّه غير محرَّمٍ على أُمَّتِهِ.
وبانَ بحديث عائِشَة أنَّ التبسُّم والاقتصار في الضَّحك هو الذي ينبغي لأمَّتهِ فِعْله والاقتداء به فيه للزومه ◙ له في أكثر أحواله. /
وفيه وجهٌ آخر: مِن النَّاس مَن يُسمِّي الأنياب والضَّواحك نَوَاجِذ، واستشهد بقول الشَّاعر لَبِيدٍ:
وإذا الأسنَّةُ أَسْرَعَت لنحورها أَبْرَزْن حَدَّ نَوَاجذِ الأنيابِ
فتكون النَوَاجِذ: الأنيابُ على معنى إضافة الشيءِ إلى نفسهِ، وذلك جائزٌ إذا اختلف اللَّفظان، ومِن إضافة الشيء إلى نفسه قوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق:16] {وَحَبَّ الْحَصِيدِ}، وقولهم: مَسْجدُ الجامع. وقول رُؤبة:
إذا استُعِيْرَتْ مِنْ جُفون الأَغْمادْ
والجُفُون هي الأَغْمَاد، وإضافة الشيء إلى نفسِهِ مذهب الكُوفيِّين، وقد وجدنا النَوَاجِذ يُعبَّر عنها بالأنياب في حديث المُجَامِع في رمضانَ كما سلف، ووقع في الصِّيام: ((حتَّى بَدَت أَنْيَابه)) فارتفع اللَّبس بذلك، وزال الاختلاف بين الأحاديث.
قال ابن بطَّالٍ: وهذا الوجه أَوْلى، وهذا الباب يردُّ ما رُوي عن الحَسَن البَصْرِيِّ أنَّه كان لا يضحك. وروى جَعْفَرٌ عن أسماءَ قالت: ما رأيتُ الحَسَنَ في جماعةٍ ولا في أهلِهِ ولا وحدَه ضاحكاً إلَّا مُبتسِماً. ولا أحدٌ زهدهُ كَزُهد سيِّد الخَلْق، وقد ثبتَ عنه أنَّه ضحك. وكان ابن سِيرينَ يضحَكُ، ويحتَجُّ على الحَسَن بقول الله: {هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} [النجم:43]. وكان الصَّحابة يضحكون، وروى عبد الرَّزَّاق عن مَعْمَرٍ، عن قَتَادَة قال: سُئل ابن عُمَر ☻ هل كان أصحاب رسول الله صلعم يضحكون؟ قال: نعم، والإيمان في قلوبهم أعظمُ مِن الجبال. وفي رسول الله صلعم وأصحابه المهديِّين الأُسوةُ الحَسَنة. وأمَّا المكروه مِن هذا الباب فهو الإكثار مِن الضَّحك، كما قال لُقمان لابنه: يا بُنيَّ إيَّاك وكثرةَ الضَّحك فإنَّه يُمِيتُ القلب. فالإكثار منه وملازمته حتَّى يَغْلِب على صاحبه مذمومٌ منهيٌّ عنه، وهو مِن فِعْل أهل السَّفَهِ والبطالةِ.
فَصْلٌ: في الإشارة إلى بعض ألفاظٍ وقعت في هذه الأحاديث:
الذي أسرَّهُ إلى فاطمةَ أنَّها سيِّدة نِساء أهل الجَنَّة وأوَّل أهله لحوقاً به.
و(الهُدْبَةُ) والهُدْب: ما على أطراف الثَّوب، والمراد بالذَّوق _فيه_: الإيلاجُ لا الإنزال، وبه قال العِلْماء كافَّة. وانفرد سَعِيدٌ فاكتفى بالعقد كما سلف [خ¦5259].
وقوله: (إِيهٍ يَا ابْنَ الخَطَّابِ) هو بكسر الهمزة والهاء إذا استزدتَ الحديث، فإن وُصلتَ نُوَّنت أي: هاتِ حديثاً ما، فإذا سكَّنته وكففته قلت: إيهًا عنَّا، فإن أردت التبعيدَ قلت: أيهًا بفتح الهمزة بمعنى: هيهاتَ. قال ابن التِّين: وقرأناه بالكسر والتنوين. ولعلَّ معنى الحديث عليه: رُدَّها أنت يا ابن الخطَّاب.
وقوله: (إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ) الفجُّ: الطَّرِيقُ الواسعُ بين الجبلين، ولم يقيِّده ابن فارسٍ بذلك، بل قال: إنَّه الطريقُ الواسِعُ. فقط.
فَصْلٌ: (قَافِلُونَ): راجِعُون، والقُفُول: الرُّجوع مِن السَّفر.
وقوله: (فَقَالَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلعم: لاَ نَبْرَحُ أَوْ نَفْتَحَهَا)، ضُبط (نَفْتَحَهَا) بالرفع وصوابه النَّصب، كما ضبطَه الدِّمْيَاطيُّ خطًّا، ونبَّه عليه ابن التِّين لأنَّ أو إذا كانت بمعنى حتَّى أو إلَّا أن تَنْصب، وقرأ {تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ} [الفتح:16] وكذا إذا كانت بمعنى كي، ولا يصحُّ ذلك في هذا الموضع أن تكون بمعنى كي، وإنَّما هي بمعنى حتَّى أو إلَّا. وقد قال امرؤ القَيْسِ:
فَقَلْتُ لَهُ: لَا تَبْكِ عَيْنُكَ إنَّما تَحَاولُ مَلْكاً أَوْ تَمُوتَ فَتُعْذَرَا
فَصْلٌ: العَرَقُ _بفتح الرَّاء_ المِكْتَل المنسوجُ قبلَ أن يُجعل منه الزِّنْبِيل، والفرق مِكْتَلٌ يسَعُ ثلاثةَ آصُعٍ بفتح رائِه وإسكانها. واللَّابَةُ الحرَّة، وهي أرضٌ تركبُها حِجارةٌ سُودٌ، وهما حرَّتان تكتنفانِ المدينة.
ومعنى: (بَدَتْ نَوَاجِذُهُ): ظَهَرت، واختُلف في عدد النَّواجذ وتعيُّنها: فقال الأصْمَعِيُّ: هي الأضراس، فهي على هذا عشرون. وقيل: هي أربَعٌ. ثمَّ اختلفوا فقيل: الأنياب. وقد سلف رواية: ((حتَّى بَدَتْ أنيابُهُ)) وقيل: المضاحِكُ، وهي السِّنُّ التي تُلاصق النَّابَ مِن داخل الفم، وهيِ ثنتان مِن اليمين: واحدةٌ مِن فوق، وأُخرى مِن أسفلَ. وثنتان مِن الشِّمال كذلك.
وهذا أشهر الأقوال _كما قاله ابن التِّين_ وهو ظاهر الحديث.
وقال أبو عبد الملك والجَوْهرِيُّ: أحد النَوَاجِذ: ناجِذٌ، وهو آخر الأضراس، ويُسمَّى ضِرْس الحُلُم لأنَّه ينبتُ بعد البلوغ وكمال العقل.
قال الجَوْهرِيُّ: يُقال ضَحِك حتَّى بدت نَوَاجِذُهُ إذا استغرقَ فيه. ويبعُدُ حمْلُ الحديث على هذا القول.
فَصْلٌ: اللَّهَوات: جمع لَهَى: وهي المنطبقةُ في أقصى سَقْف الفم، وتُجمع أيضاً على لُهِى ولَهَيَات، قالَه الجَوْهرِيُّ. وقال ابن فارسٍ: هي اللَّحْمة المثبوتة على الحَلْق، قال: ويُقال: بل هو أقصى الحَلْق. وقال الدَّاوُدِيُّ: هي ما دون الحنَك إلى ما يلي الحَلْق وما فوق الأضراس مِن اللَّحْم.
فَصْلٌ: (قَحَطَ المَطَرُ): هو بفتح الحاء، وحكى الفرَّاء: كسرها. وأَقْحَط رُبَاعيٌّ. ذكره الجَوْهرِيُّ.
وقوله: (نَشَأَ السَّحَابُ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ) قال ابن فارس والجَوْهرِيُّ: نَشَأ السَّحاب إذا ارتفعَ. وقال الهَرَويُّ: أي: ابتدأ وارتفَعَ.
وقوله: (حَتَّى سَالَتْ مَثَاعِبُ المَدِينَةِ) أي: تفجَّرت، والمثعَب: بالفتح واحد مَثَاعِب: الحِيَاض، وانثْعَبَ الماء جرَى في المَثْعَب.
وقوله: (مَا يُقلعُ) أي: ما يرتفَعُ.
وقوله: (ثُمَّ قَامَ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَوْ غَيْرُهُ) سلف أنَّه ذلك الرَّجُل.
وقوله: (حَوَالَيْنَا) هو بفتح اللام، قال الجَوْهرِيُّ: لا تقلهُ بالكسر.
وفيه من الفقه الواضح: جواز الاستسقاء في / المسجد وعلى المنبر، وجواز الاستصحاء أيضاً.