التوضيح لشرح الجامع البخاري

كتاب البر والصلة

          كِتَابُ البِرِّ والصِّلَةِ.
          ░28▒ باب: الوَصَاةِ بالجَارِ، وَقَولهِ ╡: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} الآية [النِّساء:36].
          6014- ذكر فيه حديث عائِشَة ♦، عن النَّبِيِّ صلعم قال: (مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ).
          6015- وحديث ابن عُمَر ☻ عن النَّبِيِّ صلعم مِثْلَهُ سواءً.
          (الوَصَاةِ): بفتح الواو، وقال الجَوْهرِيُّ: أَوْصَيْتُهُ ووصَّيتُهُ بمعنى، والاسم الوَصاة.
          والآية والحديث دالَّان على حفْظِ الجار والإحسان إليه برعي ذمَّته والقيام بحقوقه، أَلَا تَرَى تأكيد الله لذكرِهِ بعد الوالدين والأقربين فقال: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} [النِّساء:36].
          قال أهل التفسير: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} الذي بينكَ وبينه قرابةٌ فله حقُّ القرابة وحقُّ الجوار، وعن ابن عبَّاسٍ وغيره: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} أي: الجار المجاور، وقيل: هو الجار المسلم، {وَالْجَارِ الْجُنُبِ}: الغريب عن ابن عبَّاسٍ. وقيل: هو الذي لا قرابةَ بيننا وبينه، والجَنابة: البعد {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ}: الرَّفيق في السفر عن ابن عبَّاسٍ، وعن عليٍّ وابن مَسْعُودِ: الزَّوجة. {وَابْنِ السَّبِيلِ}: المسافر الذي يجتاز بك مارًّا، عن مُجَاهِدٍ وغيره.