التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب قول الرجل: فداك أبي وأمي

          ░103▒ باب قَوْل الرَّجُلِ: فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي.
          فيه الزُّبَير عن رسول الله صلعم.
          6184- ذكر فيه حديث عليٍّ ☺ قال: (مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلعم يُفَدِّي أَحَدًا غَيْرَ سَعْدٍ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ارْمِ فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، أَظُنُّهُ يَوْمَ أُحُدٍ).
          حديث الزُّبَير في يوم الخَنْدَقِ [خ¦3720]. قال له ◙: (فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي) وقد سلف معنى تَفْديةِ الرجل لأخيهِ في الجِهَاد [خ¦4055].
          ولا تعارُضَ بين الحديثين، كأنَّ عليَّاً ☺ لم يَسمعه يفدِّي غير سعْدٍ ولم يسمعه يَفْدِّي الزُّبَير، وسمعه الزُّبَير فأخبر كلٌّ بما سَمِع. وقالَ قومٌ: لا يجوز تفدية الرَّجل الرجلَ بنفسهِ ولا بأبويهِ. وزعموا أنَّ رسول الله صلعم ربَّما فَدَّى بأبويه لأمْرٍ. ورُوي عن عُمَرَ ☺ أنَّ رجلاً قال لآخرَ: جعلني الله فِداكَ. قال: إذاً يُهِينك الله. ويردُّه فداءُ الصِّدِّيق بآبائه وأمَّهاتهِ رسولَ الله صلعم، وأبي طَلْحَة بنفسه رسول الله صلعم، فلم يُنكَر عليهما، كما يأتي بعدُ. و(فَدَاكَ) بالمدِّ وكسر الفاء والقصر وفتحها، وأصلها: التَّفَادِي، وهو أن يتَّقي النَّاس بعضهم ببعضٍ كأنَّه يجعل نفسَهُ فداءَ صاحبِهِ.