التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: النميمة من الكبائر

          ░49▒ بَابٌ: النَّمِيمَةُ مِنَ الكَبَائِرِ.
          6055- ذكر حديث ابن عبَّاسٍ ☻ في صاحبي القبرَين أيضاً، وقد سلف [خ¦6052]، وفي إسناده عَبيدةُ بن حُمَيْدٍ أبو عبد الرَّحمن. وقد سلف أوَّل هذا الشرح هذا الرجل في فَصْلٍ معقودٍ في جُملةٍ مِن الأسماء المتكررة فيه: أنَّ عُبيدة كلَّهم بالضمِّ إلَّا السَّلمانيَّ وابنَ سُفْيَان وابن حُمَيْدٍ وعامرَ بن عَبِيدة فبالفتح، وزدتُ عامر بن عَبيدة قاضي البَصْرة، ذكره البُخَارِيُّ في كتاب الأحكام، كما نبَّه عليه الجيَّانيُّ، وأهمله ابن الصَّلاح ومَن بعدَهُ. وبخطِّ الدِّمْيَاطيِّ عَبيدة بفتح العين ثلاثةٌ في «الصَّحيح»: واحدٌ مُتَّفَقٌ عليه، وهو عَبِيدة بن عَمْرٍو السَّلْمانيِ، أسلَمَ قبل وفاة رسول الله صلعم بسنتين، وصَلَّى ولم يُهاجر إليه ولم يره، وعَبِيدة بن حُمَيْدٍ الضَّبِيُّ هذا انفرد به البُخَارِيُّ، مات بعد سنة تسعين _أو فيها_ ومئةٍ، ووُلد سنة تسعٍ ومئةٍ، وعَبِيدةُ بن سُفْيَان الحَضْرميُّ روى عن أبي هُرَيْرَةَ، انفرد به مُسلمٌ، وأهمل رابعاً وخامساً فاستفدهم.
          فَصْلٌ: في نبذةٍ مِن فوائدهِ السَّالفة:
          فيه: إثباتُ عذاب القبر. قال الدَّاوُدِيُّ: وليس مِن الأحاديث الصَّحيحة أشدُّ مِن هذا.
          وفيه: المرورُ في القُبُور.
          وفيه: أنَّه كان يسمعُ ما لم يسمعه غيره ويخبرُ عن ذلك. وقال: فيه أنَّ النَّمِيمة غِيبةٌ لأنَّه ينمُّ على الرجل في غَيبته، ففيها الوجهان، قال: وقيل: هما أُختان لا تُفَارق إحداهما الأخرى.
          والعَسِيب: مِن جَرِيد النَّخْل.
          وفيه: بركَةُ مَسِّه، وبركَةُ دُعائه، وبرَكَةُ النَّخْلة. قال الجَوْهرِيُّ: العَسِيبُ: ما لم ينبُتْ عليه خُوصٌ، فإذا نبَتَ فهو سَعَفٌ.
          وقوله: (مَا لَمْ يَيْبَسَا) هو بفتح الباء وكسرها والكسر بعيدٌ لأنِّ فعِل بالكسر يأتي على يَفْعَل بفتح العين إلَّا أفعالاً تُزاد، هذا منها ووَمِقَ يَمِق كما سلف [خ¦78/41-9001]، ووَرِثَ يَرِث، ووَثِق يَثِق.
          وقصدَ بالعَسِيب الرَّطْب لأنَّه يُسبِّح ما دامَ أخضَرَ بدليل قوله: (مَا لَمْ يَيْبَسَا).
          وقوله: (كَانَ أَحَدُهُمَا لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ) رُوي: <يَسْتَنزه>، و<يَسْتَبرئ>، و<يَسْتَتر>.
          ومعنى أكثرها متقاربٌ، الأوَّل: مِن التباعُد، والثاني: مِن الحَدَث، والثالث: مِن البول أو أعين النَّاس، وأنكر بعضهم الأوَّلى والثانية.
          وقوله: (فَكَسَرَهَا بِكِسْرَتَيْنِ أَوْ ثِنْتَيْنِ، فَجَعَلَ كِسْرَةً فِي قَبْرِ هَذَا) هي بالكسر.