شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب تشميت العاطس إذا حمد الله

          ░124▒ بابُ تَشْمِيْتِ العَاطِسِ إِذَا حَمِدَ اللهَ.
          فِيهِ: أَبُو هُرَيْرَةَ، وفيه: الْبَرَاءُ: (أَمَرَ النَّبيُّ صلعم بتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ...) الحديث. [خ¦6222]
          قال المؤلِّف: إن قال قائل: كيف قال البخاري في ترجمتِه باب تشميت العاطس إذا حمد الله، ولم يأت بذلك في حديث البراء، وإنَّما دلَّ حديث البراء على أنَّ كلَّ عاطس يجب تشميتُه وإن لم يحمد الله لقوله فيه: (أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلعم بِتَشْمِيْتِ العَاطِسِ) وهذا لفظ عام؟ قيل له: إنَّما أشار البخاري ☼ إلى حديث أبي هريرة الَّذي لم يأت بنصِّه في الباب، وذكرَه في الباب بعد هذا وفي الباب الآخر الَّذي بعدَه، وفيه أنَّ النَّبي صلعم ذكر فيه التَّشميت للعاطس إذا حمد الله على ما تقدَّم في حديث أنس قبل هذا؛ / فدلَّ حديث أبي هريرة وأنس أنَّ قول البراء: (أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلعم بِتَشْمِيْتِ العَاطِسِ) وإن كان ظاهرُه العموم فمعناه الخصوص، وأنَّ(1) المراد به بعض العاطسين، وهم الحامدون لله ╡، وكان ينبغي للبخاري ☼ أن يذكر حديث أبي هريرة بنصِّه في هذا الباب ويجعلَه بعد حديث البراء، وهذا مِن الأبواب الَّتي عجلته المنية عن تهذيبِها، لكن قد فُهِم المعنى الَّذي ترجم به.


[1] في (ص): ((فإن)).