شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضًا

          ░36▒ بابُ تَعَاوُنِ المُؤْمِنِينَ بَعْضِهِمْ بَعْضًا.
          فيه: أَبُو مُوسَى قَالَ النَّبيُّ صلعم: (الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ...) الحديث. [خ¦6026] [خ¦6027]
          قال المؤلِّف(1): تعاون المؤمنين بعضِهم بعضًا في أمور الدُّنيا والآخرة مندوب إليه بهذا الحديث، وذلك مِن مكارم الأخلاق، وقد جاء في حديث آخر عن النَّبيِّ صلعم: ((اللهُ فِي عَوْنِ العَبْدِ مَا دَامَ العَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيْهِ)) فينبغي للمؤمنين استعمال أدب نبيِّهم صلعم والاقتداء بما وُصِف به المؤمنون(2) بعضِهم لبعض مِن الشَّفقة والنَّصيحة، وتشبيكُه بين أصابعِه تأكيد لقوله وتمثيلٌ(3) لهم كيف يكونون فيما خوَّلهم مِن ذلك.
          وفيه أنَّ العالم إذا أراد المبالغة في البيان أنه يمثِّل لمَن يخاطب(4) معنى أقوالِه بحركاتِه، وسيأتي شيء مِن الكلام في معنى هذا الحديث في باب الحبِّ في الله بعد هذا إن شاء الله تعالى(5).


[1] قوله: ((قال المؤلِّف)) ليس في (ت) و(ص).
[2] في (ص): ((وصف المؤمنين)).
[3] في (ت) و(ص): ((تأكيداً لقوله وتمثيلاً)).
[4] في (ت) و(ص): ((يمثل لهم)).
[5] قوله: ((وسيأتي شيء من الكلام... إن شاء الله تعالى)) ليس في (ت) و(ص).