شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب قول الله تعالى: {واجتنبوا قول الزور}

          ░51▒ بابُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}[الحج:30].
          فيه: أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ النَّبيُّ صلعم: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ). [خ¦6057]
          قال المؤلِّف: قول الزُّور هو الكذب، وهو محرَّم على المؤمنين، وهذا الحديث في شاهد الزُّور تغليظ شديد ووعيد كبير، ودلَّ قولُه صلعم: (فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ(1)) على أن الزُّور يحبط أجر الصَّائم، وأنَّ مَن نطق به في صيامِه كالآكل الشَّارب عند الله ╡ في الإثم، فينبغي تجنُّبُه والحذر منه لإحباطِه للصِّيام الَّذي أخبر النَّبيُّ صلعم عن الله ╡ أنه قال فيه: ((كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوم فَأنه لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)) فما ظنُّك بسيئة غطَّت على هذا الفضل الجسيم والثَّواب العظيم؟!.


[1] قوله: ((قال المؤلِّف: قول الزور... أن يدع طعامه وشرابه)) ليس في (ص).