شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب قول الله تعالى: {من يشفع شفاعةً حسنةً يكن له نصيب منها}

          ░37▒ بابُ قَوْلِ اللهِ: {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا}[النساء:85].
          فيه: أَبُو مُوسَى: (أَنَّ النَّبيَّ صلعم كَانَ إِذَا أَتَاهُ السَّائِلُ أَوْ صَاحِبُ الْحَاجَةِ قَالَ: اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا، وَلْيَقْضِ اللهُ على لِسَانِ رَسُولِهِ مَا شَاءَ). [خ¦6028]
          قال المؤلِّف: في هذا الحديث الحضُّ على الشَّفاعة للمؤمنين في حوائجِهم، وأنَّ الشَّافع مأجور وإن لم يُشَفَّع في حاجتِه، وقال أهل التَّأويل في قولِه تعالى: {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً} يعني في الدُّنيا {يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا} في الآخرة.
          وقال مجاهد وغيرُه: نزلت هذه الآية في شفاعة النَّاس بعضِهم لبعض، وقد قيل في الآية أقوال أُخر، قيل: الشَّفاعة الحسنة الدُّعاء للمؤمنين، والسَّيِّئة الدُّعاء عليهم، وكانت اليهود تدعو عليهم، وقيل: هو في قول اليهود: السَّام عليكم، وقيل: المعنى(1) مَن يكن شفيعًا لصاحبِه في الجهاد يكن له نصيبه مِن الأجر، ومَن يكن شفيعًا لآخر في باطل يكن له نصيبه مِن الوِزْر، والكِفْل الوِزْر والإثم عن الحسن وقتادة، والقول الأول أشبه الأقوال(2) بالحديث وأولاها بتأويل الآية.


[1] في (ت) و(ص): ((معناه)).
[2] قوله: ((الأقوال)) ليس في (ت) و(ص).