شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب المقة من الله

          ░41▒ بابُ الْمِقَت(1) مِنَ الله.
          فيه: أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ صلعم قَالَ: (إِذَا أَحَبَّ اللهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلانًا فَأَحِببْهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ في أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ في الأرْضِ). [خ¦6040]
          قولُهُ(2): (ثُمَّ يُوْضَعُ لَهُ القَبُوْلُ فِي الأَرْضِ(3)) يريد المحبَّة في النَّاس، وقال بعض أهل التَّفسير في قوله تعالى: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي}[طه:39]أي حبَّبتك إلى عبادي، وقال ابن عبَّاس في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}[مريم:96]قال: يُحبُّهم ويحبِّبُهم إلى النَّاس.
          روى مالك حديث أبي هريرة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة وقال فيه مالك: لا أَحْسِبُه إلَّا قال في البغض مثل ذلك.
          فدلَّت زيادة مالك في هذا الحديث على خلاف ما تقوله القدريَّة أنَّ الشرَّ مِن فعل العبد وليس بخلق الله ╡(4)، وبان أنَّ كل شيء مِن خير وشرٍّ ونفع وضرِّ مِن خلق الله ╡ لا خالقَ غيرُه، تعالى عمَّا يشركون.


[1] في المطبوع: ((المقة)) وهو الذي في مصورة السلطانية.
[2] قوله: ((ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ في أَهْلِ الأرْضِ قوله)) ليس في (ت).
[3] قوله: ((قوله: ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ في الأرْضِ)) ليس في (ص).
[4] في (ت): ((لله)).