شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب الحمد للعاطس

          ░123▒ بابُ الحَمْدِ لِلعَاطِسِ.
          فيه: أَنَسٌ: (عَطَسَ رَجُلانِ عِنْدَ النَّبيِّ صلعم فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا وَلَمْ يُشَمِّتِ الآخَرَ، فَقِيلَ لَهُ: فَقَالَ: إِن هَذَا حَمِدَ اللهَ وَهَذَا لَمْ يَحْمَدِ اللهَ(1)).
          وترجم له: باب لا يشمَّت العاطس إذا لم يحمد الله. [خ¦6221]
          اختلف العلماء أنَّه مَن عطس وحمد(2) الله فإنَّه ينبغي لمَن سمعَه أن يشمِّته، وإنَّما اختلفوا في وجوب ذلك على ما يأتي بعد هذا، وأجمعوا أنَّه إذا لم يحمد الله أنَّه لا يجب على مَن سمعَه تشميتُه.
          والتَّشميت عند العرب الدعاء، قال الخليل: يقال: سمَّت وشمَّت بالسِّين والشِّين، قال ثعلب: التَّشميت معناه: أبعد الله عنك الشَّماتة، وجنَّبك ما يشمَّت به عليك، وأمَّا التَّسميت فمعناه جعلك الله على سمت حسن.


[1] قوله: ((الله)) ليس في (ص).
[2] في (ص): ((يحمد)).