شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب ما يكره من النميمة

          ░50▒ بابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ النَّمِيْمَةِ وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ}[القلم:11]وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ}[الهمزة:1]يَهْمِزُ(1) وَيَلْمِزُ وَيَعِيْبُ وَاحِدٌ.
          فيه: حُذَيْفَةَ: سَمِعْتُ النَّبي صلعم يَقُولُ: (لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ). [خ¦6056]
          قال أهل التَّأويل: الهمَّاز الَّذي يأكل لحوم النَّاس، ويُقال: هم المشَّاؤون بالنَّميمة المفرِّقون بين الأحبَّة، الباغون للبُرَآءِ العيبَ. والقتَّات النَّمَّام عند أهل اللغة.
          وقولُه ◙: (لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ) معناه: إنْ أنفذ الله عليه الوعيد لأنَّ أهل السُّنَّة مجمعون أنَّ الله تعالى في وعيده لعصاة المؤمنين بالخيار، إن شاء عذَّبهم وإن شاء عفا عنهم.
          وقد فرَّق أهل اللغة بين النَّمَّام والقتَّات، فذكر الخطَّابي أنَّ النَّمَّام الَّذي يكون مع القوم يتحدَّثون فَيَنِمُّ حديثَهم، والقتَّات الَّذي يتسمع على القوم وهم لا يعملون ثم ينمُّ حديثَّهم، والقسَّاس الَّذي يقسُّ الأخبار، أي يسأل عنها ثم ينثرُها على أصحابِه(2).


[1] قوله: ((يهمز)) ليس في (ص).
[2] في (ص): ((أصحابها)).