شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب ما جاء في زعموا

          ░94▒ بابُ مَا جَاءَ فِي زَعَمُوا.
          فيه: أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أبي طَالِبٍ قَالَتْ(1): (يَا رَسُولَ اللهِ، زَعَمَ ابْنُ أُمِّي أّنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلًا قَدْ أَجَرْتُهُ، فَقَالَ النَّبيُّ(2) صلعم: قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ). [خ¦6158]
          قال «صاحب الأفعال»: يقال: زعم زَعمًا وزُعمًا وزِعمًا(3) ذَكر خبرًا لا يُدرى أحقٌّ هو أم باطل، وزعمت غير مزعم أي قلت غير مقول وادَّعيت ما لا يمكن، وقد روي عن النَّبيِّ(4) صلعم أنَّه قال: ((زَعَمُوا بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ)) رواه وكيع عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي قلابة عن أبي مسعود أو عن أبي عبد الله عن النَّبي صلعم، ومعناه أنَّ مَن أكثر مِن الحديث بما لا يصحُّ عندَه ولا يعلم صدقَه لم يُؤمَن عليه الكذب.
          وفائدة حديث أمِّ هانئ أنَّها تكلَّمت بهذه الكلمة بحضرة النَّبيِّ صلعم ولم ينكرها ولا(5) جعلَها كاذبة بذكرِها.


[1] قوله: ((قالت)) ليس في (ت).
[2] قوله: ((النَّبي)) ليس في (ت) و(ص).
[3] قوله: ((وزعماً)) ليس في (ص).
[4] في (ت) و(ص): ((الرَّسول)).
[5] في (ز): ((ولم ينكر هؤلاء)) والمثبت من (ت) و (ص).