شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب قتل الولد خشية أن يأكل معه

          ░20▒ بابُ قَتْلِ الوَلَدِ خَشْيَةَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَهُ.
          فيه: عَبْدُ اللهِ، قُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللهِ، أيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا، وَهُوَ خَلَقَكَ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ...)(1). [خ¦6001]
          إنَّما جعل النَّبيُّ صلعم قتل الولد خشية أن يأكل مع أبيه أعظم الذنوب بعد الشِّرك لأنَّ ذلك يجمع القتل وقطع الرَّحم ونهايةَ البخل / وإنَّما ذكر البخاري هذا الحديث بإثر باب رحمة الولد وتقبيلِه لِيُعْلِمَنا أنَّ قتل الولد خشية أن يأكل مع أبيه مِن أعظم الذُّنوب عند الله تعالى بعد الشِّرك به، فإذا(2) كان كذلك فرحمتُه وصلتُه والإحسانُ إليه مِن أعظم أعمال البرِّ بعد الإيمان بالله ╡(3).


[1] زاد في (ت) و(ص): ((الحديث)).
[2] في (ت): ((وإذا)).
[3] قوله: ((بالله ╡)) ليس في (ص).