شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب من تجمل للوفود

          ░66▒ بابُ مَن تَجَمَّلَ لِلْوُفُودِ.
          فيه: يَحْيَى بْنُ أبي إِسْحَاقَ قَالَ: (قَالَ لي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: مَا الإسْتَبْرَقُ؟ قُلْتُ: مَا غَلُظَ مِنَ الدِّيبَاجِ وَحَسُنَ مِنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ يَقُولُ: رَأَى عُمَرُ على رَجُلٍ حُلَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ فَأَتَى بِهَا النَّبيَّ صلعم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اشْتَرِ هَذِهِ فَالْبَسْهَا لِوَفْدِ النَّاس إِذَا قَدِمُوا عَلَيْكَ، فَقَالَ: إنَّما يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ...) الحديث. [خ¦6081]
          قال المؤلِّف: فيه: جواز تجمُّل الخليفة والإمام للقادمين(1) عليه بحسن الزِّيِّ وجميل الهيئة، ألا ترى قول عمر للنَّبيِّ صلعم: اشترِ هذه فالبسها لوفد النَّاس إذا قدموا عليك، وهذا يدلُّ أنَّ عادة النَّبيِّ صلعم كانت جارية بالتَّجمُّل لهم، فينبغي الاقتداء بالنَّبيِّ صلعم في ذلك، ففيه تفخيم الإسلام ومباهاة للعدوِّ(2) وغيظٌ له(3).
          وقد تقدَّم ما للعلماء في لباس الحرير في كتاب اللِّباس والحمد لله(4).


[1] في (ت) و(ص): ((للوفود القادمين)).
[2] في (ت) و(ص): ((ومباهاته للعدو)).
[3] في (ت): ((لهم))، في (ص): ((وغيظ الكفار)).
[4] في (ت) و(ص): ((وقد تقدَّم في كتاب اللباس ما للعلماء في لباس الحرير)).