شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب قول الرجل: مرحبًا

          ░98▒ بابُ قَوْلِ الرَّجُلِ مَرْحَبًا.
          وَقَالَتْ عَائِشَةُ: (قَالَ النَّبيُّ صلعم لِفَاطِمَةَ: مَرْحَبًا بِابْنَتِي، وَقَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ: جِئْتُ النَّبيَّ صلعم فَقَالَ: مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ).
          فيه: ابنُ عبَّاسٍ: (قَالَ النَّبيُّ صلعم لِوَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ: مَرْحَبًا بِالقومِ غَيْرَ خَزَايَا وَلا نَدَامَى). [خ¦6176]
          قال الأصمعي: معنى قولِه (مَرْحَبًا) لقيت رحبًا وسعة، وقال الفرَّاء: هو منصوب على المصدر وفيه معنى الدُّعاء والتَّرحُّب والرُّحب(1): السَّعة، وتقول العرب: مرحبًا وأهلًا وسهلًا أي لقيت أهلًا كأهلك ولقيت سهلًا أي سهلت عليك أمورك.
          وقولُه صلعم: (غَيْرَ خَزَايَا) يعني غير مخزيِّين بل مكرمين مرفَّعين، ولا ندامى يعني: غير نادمين بل مغتبطين فرحين بما أنعم الله سبحانه عليهم مِن عزِّ الإسلام وتصديق النَّبيِّ صلعم ونصرتِه ودعاء قومِهم إلى دينِه.


[1] في (ص): ((والرحب والترحب)).