شرح الجامع الصحيح لابن بطال

بابٌ: {والذين لم يبلغوا الحلم}

          ░124▒ بَاب قَوُلُه تعالى: {وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ}[النور:58]
          فيه ابْنُ عَبَّاسٍ: (سَأَلَهُ رَجُلٌ: هَلْ شَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلعم الْعِيدَ(1) أَضْحًى أَوْ فِطْرًا؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَوْلا مَكَانِي مِنْهُ مَا شَهِدْتُهُ _يعني: مِنْ صِغَرِهِ_ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ _وَلَمْ يَذْكُرْ أَذَانًا وَلا إِقَامَةً_ ثُمَّ(2) أَتَى النِّسَاءَ، فَوَعَظَهُنَّ(3) وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَرَأَيْتُهُنَّ يَهْوِينَ إلى آذَانِهِنَّ وَحُلُوقِهِنَّ، يَدْفَعْنَ(4) إلى بِلالٍ)الحديث. [خ¦5249]
          قال المُهَلَّب: كان ابن عبَّاسٍ في هذا الوقت ممَّن لم يطَّلع على عورات النساء، ولذلك قال: (لَولَا مَكَانِي مِنَ الصِّغَرِ مَا شَهِدْتُهُ)، وكان بلالٌ من البالغين، وقال تعالى: {لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ} الآية(5)[النور:58]، فأجرى الذين ملكت أيمانهم مجرى الذين لم يبلغوا الحلم، وأمروا بالاستئذان في العورات الثلاث؛ لأنَّ الناس ينفصلون في تلك الأوقات ولا يكونون من الستر فيها كما يكونون في غيرها.


[1] قوله: ((العيد)) ليس في (ص).
[2] قوله: ((قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ _وَلَمْ يَذْكُرْ أَذَانًا وَلا إِقَامَةً_ ثُمَّ)) زيادة من (ص).
[3] زاد في (ص): ((وذكرهن)).
[4] في (ص): ((ويدفعن)).
[5] في (ص): (({مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النور: 58] الآية)).