شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب: كيف يدعى للمتزوج

          ░56▒ بَاب كَيْفَ يُدْعَى لِلْمُتَزَوِّجِ.
          فيه: أَنَسٌ: أَنَّ النبيَّ صلعم رَأَى على عَبْدِالرَّحْمَنِ أَثَرَ صُفْرَةٍ، قَالَ: (مَا هَذَا؟)قَالَ: إني تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً(1). قَالَ: (بَارَكَ اللهُ لَكَ، أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ). [خ¦5155]
          وإنَّما أراد بهذا الباب _والله أعلم_ ردَّ قول العامَّة عند العرس(2): بالرَّفاء والبنين، على ما كانت تقوله(3) الجاهليَّة عند ذلك، وقد روي عن النبيِّ أنَّه نهى أن يقال ذلك للمتزوِّج من حديث عقيل بن أبي طالبٍ، ذكره أبو عبيدٍ والطبريُّ.
          فأدخل في هذا الباب دعاء النبيِّ صلعم بالبركة للمتزوِّج، وحديث عقيلٍ رواه أشعث(4)، عن الحسن، عن عقيل بن أبي طالبٍ أنَّه تزوَّج امرأةً من بني جُشَمٍ، فقالوا: بالرَّفاء والبنين، فقال: لا تقولوا هكذا، ولكن قولوا كما قال رسول الله صلعم: ((اللَّهُمَّ بارك لهم وعليهم)). قال الطبريُّ: إلَّا أنَّ الحسن لم يسمع من عقيلٍ، وقد حدَّث به عن الحسن غير الأشعث فلم يرفعه إلى النبيِّ صلعم(5).
          قال الطبريُّ: والذي أختار من الدعاء ما صحَّت به الرواية عن النبيِ صلعم أنَّه كان(6) إذا رفَّأ الرجل بتزويجٍ قال: ((بارك الله لك وبارك عليك))، ورواه الدَّراورديُّ، عن سهيلٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبيِّ ◙ وغير محظورٍ الزيادة على ذلك.


[1] زاد في (ص): ((على وزن نواة من ذهب)).
[2] في (ص): ((العروس)).
[3] في (ص): ((تقول)).
[4] في (ص): ((شعبة)).
[5] قوله: ((قال الطبري: إلا أن الحسن.... فلم يرفعه إلى النبي صلعم)) ليس في (ص).
[6] في (ص): ((قال)).